أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للإعلام محمد الملا، أن الصناعة الإعلامية تمر بثورة رقمية متواصلة منحت المؤسسات قدرات تنافسية كبيرة، مضيفاً: “في عالم يتغير بوتيرة متسارعة، نؤمن أن الابتكار هو جوهر مستقبل الإعلام. لا مكان للثابت في بيئة رقمية متحركة، ومَن لا يمتلك الرؤية سيبقى مجرد مشاهد”.


وأشار الملا إلى أن المحتوى العربي على الإنترنت لا يزال يشكّل أقل من 3%، داعياً إلى تبني النموذج الإماراتي في احتضان الذكاء الاصطناعي لتعزيز الحضور الرقمي العربي، قائلاً: “الإمارات تصنع المستقبل الرقمي، والشباب هم وقوده الحقيقي، نحن أمام فرصة ذهبية لنشر ثقافتنا وهويتنا للخارج، ولدينا القدرة على مواجهة تحديات العولمة والاحتفاظ بجذورنا”.


جاء ذلك خلال جلسة حوارية حملت عنوان “مستقبل الإعلام برؤية الرؤساء التنفيذيين” وأدارتها الإعلامية نادين خماش، إذ جمعت نخبة من قادة الإعلام العرب لرسم ملامح مستقبل الصناعة الإعلامية في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، والتحديات التي تفرضها تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدين على أن الابتكار، والمحتوى المحلي، وفهم الجيل الجديد هي مفاتيح البقاء والتفوق في المشهد الإعلامي العالمي.


تنويع مصادر الدخل

وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للإعلام محمد الملا إن تنويع مصادر الدخل في المؤسسات الإعلامية يشكل ضرورة ملحة وأهمية قصوى، مشيراً إلى أن النموذج المتوازن بين الإعلانات والاشتراكات والابتكار في نماذج الأعمال يمثل حلاً مستداماً، في ظل بلوغ حجم القطاع الإعلامي 2.3 تريليون دولار، وسوق الإعلانات تريليون دولار، وسط انتقال الثقل إلى المحتوى الذي يطوره المؤثرون.


وأكد أن “الذكاء الاصطناعي  أداة تمكين، والمهم أن نتبناه ونتطور معه، ونواكب متغيراته وتطوراته 

جسر ترابط

من جانبه، وصف طوني خليفة، مدير عام قناة ومنصة “المشهد”، الإعلام التقليدي بأنه الجسر الذي يربط الإعلام الجديد بالمنصات الرقمية، مؤكداً أن الإعلام لم يعد مجرد منبر لنقل الخبر، بل أصبح مساحة مفتوحة للتفاعل، الحوار، وصناعة الرأي العام.

وأضاف خليفة أن المنصات الرقمية “فتحت أبواباً جديدة للحقيقة لكنها زادت من مسؤوليتنا في التحقق والمصداقية”، مشدداً على أن من لا يواكب التطور ينقرض، كما دعا إلى فهم الذكاء الاصطناعي والتعامل معه بمسؤولية لحماية الإنسان وضمان استخدام التقنية لخدمة البشرية.


البعد الإنساني

بدورها، سلطت نايلة تويني، الرئيس التنفيذي لمجموعة النهار الإعلامية، الضوء على أهمية التوازن بين التقدم التكنولوجي والبعد الإنساني في العمل الإعلامي، مشيرة إلى أن “في خضم التطورات التكنولوجية يظل الإنسان هو صانع الرسالة الإعلامية وصاحب التأثير الأعمق”.

وأكدت أن مجموعة النهار، رغم التحديات التي واجهتها، استطاعت التطور من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، مع الحفاظ على ثوابتها في الدفاع عن حرية التعبير. وأضافت: “من قلب التحديات يولد الإعلام الحقيقي، والإعلام الجديد شريك للصحافة التقليدية للوصول إلى جمهور أكثر وعياً وتفاعلاً”.

تجديد رسالة الإعلام

وشدد المشاركون على أن الإعلام لا يمكن أن يظل حبيس أدواته التقليدية، بل يجب أن يتجدد في رسالته، وأدواته، ومصادر دخله، ليبقى قادراً على التأثير والمنافسة في بيئة رقمية لا تعرف التوقف.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share

تويتر


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version