وتماشيا مع دور أبوظبي البارز في تعزيز السلام الدولي أعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترشيح دولة الإمارات لاستضافة قمة محتملة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطوة ينظر إليها على نطاق واسع كمحاولة لاختراق جمود الحرب المستمرة في أوكرانيا، مما قد يقود إلى هدنة تاريخية وتهدئة عالمية بين روسيا والغرب.
وقال بوتين خلال استقباله رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد في موسكو يوم الخميس إن “الإمارات من الدول الصديقة القادرة على احتضان اللقاء مع الرئيس الأميركي بشأن إنهاء حرب أوكرانيا”.
وأكد الشيخ محمد بن زايد نهج دولة الإمارات الثابت في العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار في العالم بجانب دفع الحلول والمبادرات السلمية لمختلف النزاعات والصراعات على المستويين الإقليمي والعالمي.
كما جدد الشيخ محمد بن زايد شكره وتقديره للرئيس فلاديمير بوتين لتسهيل عمليات الوساطة التي تقوم بها دولة الإمارات لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا والتي شملت أكثر من أربعة آلاف أسير مؤكداً استعداد الإمارات لبذل أي جهد إضافي في هذا الشأن الإنساني.
من جانبه، رحب الرئيس بوتين برئيس الإمارات في روسيا معرباً عن شكره وتقديره للجهود المتواصلة التي تقوم بها دولة الإمارات، وتسفر عن نجاح تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
حياد إيجابي وموثوقية
يرى الكاتب الإماراتي محمد فيصل الدوسري أن الحديث عن إمكانية عقد لقاء بين بوتين وترامب في الإمارات “ليس صدفة”، موضحا في حديثه لبرنامج “ستديو وان” على قناة “سكاي نيوز عربية” أن “أول أسباب الترشيح هو الحياد الإيجابي، حيث لم تنحز الإمارات لأي طرف في الأزمة الأوكرانية، وحافظت على علاقات قوية مع موسكو وواشنطن في الوقت نفسه”.
وأشار الدوسري إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وروسيا “شهدت نموا ملحوظا رغم العقوبات الغربية، إذ تضاعف حجم التبادل التجاري في السنوات الأخيرة، ما يعكس الثقة المتبادلة”.
وأكد الكاتب الإماراتي، أن أبوظبي نجحت خلال عام وسبعة أشهر في إتمام 16 عملية تبادل أسرى شملت أكثر من 4400 شخص بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى وساطات بين واشنطن وموسكو في ملف تبادل السجناء، فضلا عن أدوار بارزة في إبرام اتفاقات سلام إقليمية مثل المصالحة بين إثيوبيا وإريتريا عام 2018، وتسهيل الحوار بين الهند وباكستان.
بداية طريق نحو السلام
وأعرب الدوسري عن أمله في أن يشكل اللقاء المرتقب بين بوتين وترامب في أبوظبي “بداية طريق نحو وقف إطلاق النار”، حتى إذا لم يتم الإعلان عنه مباشرة، مستشهدا بلقاء قادة أرمينيا وأذربيجان في أبوظبي الشهر الماضي، والذي سبق إعلان واشنطن عن اقتراب السلام بين البلدين.
واختتم قائلا: “الإمارات لا تسعى للوساطة لإثبات دورها فقط، بل تنطلق من رؤية استراتيجية تمتد حتى عام 2071، تهدف لبناء نموذج دولي قائم على الاستقرار والتنمية والازدهار”.