بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

اجتمع مقاتلون من مختلف العشائر السورية في العاصمة دمشق يوم السبت لدعم مقاتلي القبائل البدوية في مواجهتهم مع ميليشيات مسلحة درزية في محافظة السويداء جنوب البلاد، وذلك رغم الدعوات المحلية والدولية لوقف إطلاق النار.

وأفاد مراسلو وكالة الأسوشيتد برس أن مقاتلين ومؤيدين من مجموعات بدوية من مناطق مختلفة في سوريا توجهوا إلى السويداء للمشاركة في القتال الذي تصاعد منذ يوم الأحد الماضي.

وصرّح محمد طراد، أحد المقاتلين القادمين من مدينة دير الزور شرقي سوريا، قائلاً: “نحن أبناء العشائر جئنا لنُقدّم الدعم الذاتي، بذخائرنا الخاصة، دون تدخل من أي طرف خارجي”.

وأضاف طراد أن الهدف من التحرك هو دعم القبائل البدوية التي تواجه ما وصفه بـ”الاعتداءات” من جانب الفصائل الدرزية المسلحة.

من جانبه، أكد المقاتل طاهر أحمد أن الهدف ليس “الدمار”، موضحاً أن العشائر تسعى لإظهار “الرحمة” قبل أن تُظهر “القوة”، في إشارة إلى المواجهة مع أنصار الشيخ هكذا الحجري، الزعيم الروحي الدرزي الذي يعارض الحكومة الجديدة في دمشق.

في سياق متصل، أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توم باراك في تصريحات صحفية مبكّرة يوم السبت أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار قد تم التوصل إليه بين سوريا وإسرائيل بوساطة دولية، بعد تدخل إسرائيلي جوي مباشر في النزاع.

رغم الإعلان الرسمي من قبل الرئاسة السورية عن وقف فوري وشامل لإطلاق النار في محافظة السويداء، جنوب البلاد، إلا أن الاشتباكات المسلحة لم تتوقف، وتجددت صباح اليوم السبت في أحياء متفرقة من المدينة وريفها الشمالي، ما يُثير التساؤلات حول جدية الالتزام بالاتفاق أو قدرة الأطراف المتنازعة على الالتزام ببنوده.

وأفادت عدة وسائل إعلام في المحافظة بأن إطلاق نار كثيف لا يزال مستمراً في مناطق متعددة، مشيرين إلى أن بعض المجموعات المسلحة القادمة من خارج المحافظة تشن هجمات متكررة على مواقع متقدمة داخل السويداء، في تحدٍ واضح للإعلان الرئاسي، بينما تستمر الفصائل المحلية في محاولة التصدي لها، ما أدى إلى حالة من التوتر الشديد بين السكان المدنيين.

وارتفع عدد القتلى جراء أعمال العنف في محافظة السويداء بجنوب سوريا الى أكثر من 940 خلال أسبوع، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.

وأحصى المرصد في عداد القتلى 326 مقاتلا و262 مدنيا من الدروز، بينهم 182 “أُعدموا ميدانيا برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية”. في المقابل، قتل 312 من عناصر وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، إضافة الى 21 من أبناء العشائر البدوية، ثلاثة منهم مدنيون “أعدموا ميدانيا على يد المسلحين الدروز”.

وكان الجيش الإسرائيلي قد شن سلسلة غارات جوية استهدفت قوافل لقوات الحكومة السورية، وصلت إلى قصف مقر وزارة الدفاع السورية في وسط دمشق.

بدأت الاشتباكات في السويداء الأحد الماضي بين ميليشيات درزية وقبائل بدوية سنية محلية، قبل أن تتدخل القوات الحكومية في المحافظة، حيث اتّخذت لاحقاً موقفاً داعماً للبدو.

وأعلن الرئيس السوري أحمد الشرع عزمه إعادة نشر قوات حكومية في المنطقة لإعادة الوضع الأمني إلى طبيعته، بعد أن خلفت الاشتباكات نزوح عشرات الآلاف من المدنيين.

تجدر الإشارة إلى أن الطائفة الدرزية تمتلك جانباً مهماً في العلاقات بين سوريا وإسرائيل، حيث يُعد الدروز في إسرائيل من الأقليات التي تتمتع بولاء معلن للدولة العبرية، وغالباً ما يخدمون في صفوف الجيش الإسرائيلي.

شاركها.
اترك تعليقاً