بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

أظهر بحث علمي حديث أن اضطراب إفراز الإنسولين في البنكرياس قد يكون مرتبطًا مباشرة بتقلبات المزاج المرتبطة بالاضطراب ثنائي القطب، وهو اكتشاف قد يغير مفهوم علاج هذا المرض النفسي المزمن ويضع أساسًا لاستراتيجيات علاجية جديدة.

مرض مزمن ومتقلب

الاضطراب ثنائي القطب هو اضطراب نفسي مزمن يتميز بتقلبات حادة بين الاكتئاب والهوس. ويقدر أن 1–2% من سكان العالم يعانون من هذا المرض في مرحلة ما من حياتهم، وغالبًا ما يرافقه أعراض أيضية مثل تغيرات في مستويات السكر في الدم.وكانت تشير هذه الأعراض في السابق إلى وجود علاقة محتملة بين الأيض واضطراب المزاج، لكن الرابط البيولوجي الدقيق ظل غامضًا حتى الآن.

وقام فريق بحثي من جامعة تشينغهوا والأكاديمية الصينية للعلوم بدراسة معمقة على الخلايا الجذعية المستحثة المأخوذة من مرضى يعانون من الاضطراب ثنائي القطب.

وركز الباحثون على (جين الاستقبال النووي المرتبط بالسلوك) المعروف بارتباطه بالاضطراب، ووجدوا أن زيادة التعبير عنه في خلايا البنكرياس تعطل إفراز الإنسولين.

وأشاروا إلى أن هذا الخلل يخلق حلقة تغذية راجعة مع منطقة الحصين في الدماغ، المسؤول ب لدى الفئران التجريبية.

تجارب الفئران: النهار اكتئاب والليل هوس

في التجارب، لاحظ الباحثون أن الفئران التي عُزز فيها التعبير عن (جين الاستقبال النووي المرتبط بالسلوك) في خلايا بيتا البنكرياسية أظهرت انخفاضًا في الطاقة والسلوكيات الاكتئابية خلال النهار، مقابل نشاط مفرط وسلوكيات شبيهة بالهوس خلال الليل.

وفسر الباحثون هذه الظاهرة بأن انخفاض إفراز الإنسولين خلال النهار يزيد نشاط الحصين، مما يؤدي إلى سلوكيات اكتئابية، بينما يعزز النشاط الليلي إفراز الإنسولين، ما يسبب سلوكيات هوسية ونقص نشاط عصبي في الحصين.

وتوضح الدراسة أن هناك آلية مباشرة تربط البنكرياس بالدماغ، ما قد يفسر لماذا يعاني الكثير من مرضى الاضطراب ثنائي القطب من أعراض أيضية إلى جانب الأعراض النفسية. هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام تطوير علاجات مستقبلية تستهدف الأيض، مثل تحسين إفراز الإنسولين أو تعديل نشاط جين (جين الاستقبال النووي المرتبط بالسلوك) ، كوسيلة للتحكم في تقلبات المزاج.

وبحسب الباحثين، فإن نتائج الدراسة يمكن أن تلهم علماء الأعصاب لاستكشاف الحلقة بين البنكرياس والحصين بشكل أعمق، وفهم كيفية تأثير العوامل الأيضية والإيقاعية الحيوية على السلوك النفسي.

خطوة نحو فهم أعمق للاضطرابات العصبية النفسية

يعد هذا البحث خطوة مهمة نحو الربط بين الجسم والعقل، حيث يظهر أن اضطرابات الأيض ليست مجرد أعراض جانبية، بل قد تكون جزءًا من السبب البيولوجي وراء الاضطراب النفسي.

كما أنه يسلط الضوء على أهمية الدماغ والجهاز الأيضي في فهم الأمراض النفسية، وهو ما قد يغير نهج العلاج التقليدي القائم على الأدوية النفسية فقط.

شاركها.
اترك تعليقاً