تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، رئيس مجلس مكافحة المخدرات، انطلقت اليوم الخميس فعاليات “ملتقى الوقاية من المخدرات 2025” تحت شعار “أسرة واعية.. مجتمع آمن”، والذي تنظمه وزارة الداخلية بالتعاون مع مجلس مكافحة المخدرات، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، ويستمر حتى 29 يونيو الجاري في غاليريا بجزيرة المارية في أبوظبي.
افتتح فعاليات الملتقى اللواء أحمد سيف بن زيتون المهيري، قائد عام شرطة أبوظبي، بحضور اللواء محمد سهيل الراشدي، مدير قطاع الأمن الجنائي في شرطة أبوظبي، والعميد سعيد عبدالله بن توير السويدي، مدير عام مكافحة المخدرات الاتحادية بوزارة الداخلية، والعميد طاهر غريب الظاهري، مدير مديرية مكافحة المخدرات بشرطة أبوظبي، والقاضي الدكتور حاتم علي، الممثل الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى ممثلين من القيادات الشرطية بالدولة، وعدد من الشركاء الإستراتيجيين.
وشهد اليوم الأول من الملتقى تنظيم سلسلة من الجلسات الاستشارية المتخصصة، التي تناولت محاور متعددة في مجال الوقاية من المخدرات، أبرزها: تعزيز دور الأسرة في الوقاية، وتقديم الدعم والتوجيه للأسر والشباب، وأهمية التواصل الأسري الفعال، وتنمية مهارات اتخاذ القرار لدى فئات المجتمع المختلفة، بالإضافة إلى دعم الصحة النفسية والسلوك الوقائي، وتأثير البيئة الاجتماعية في تشكيل السلوك.
كما شهد الملتقى في يومه الأول، تفاعلًا لافتًا من الزوار، خاصة الشباب، لما يتميز به من تنوع في الفعاليات ما بين جلسات استشارية، وورش وعروض ميدانية، وتقنية الواقع الافتراضي (VAR)، بالإضافة إلى إطلاق مجلس الوقاية من المخدرات، ومجلس قادة المستقبل، برنامج “أساليب التوعية الأسرية والمجتمعية”.
وتخلل الملتقى مجموعة من الفعاليات الجماهيرية والتفاعلية، من أبرزها عروض موسيقية للفرقة العسكرية بشرطة أبوظبي، وعروض الكلاب البوليسية من إدارة التفتيش الأمني، إلى جانب حلقات بودكاست “الوقاية من المخدرات” من تنظيم قسم الوقاية من المخدرات الاتحادي، ومسابقات تثقيفية متنوعة موجهة إلى كافة أفراد المجتمع.
أهمية تعزيز الوعي العام بالمخاطر
وأكد مسؤولون مشاركون في “ملتقى الوقاية من المخدرات”، أهمية تعزيز الوعي العام بمخاطر المواد المخدرة، وضرورة توفير بيئة حاضنة وآمنة للأبناء.
وفي تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، دعا العميد سعيد عبدالله بن توير السويدي، مدير عام مكافحة المخدرات الاتحادية بوزارة الداخلية، أفراد المجتمع إلى زيارة هذا الملتقى والمشاركة في فعالياته، مؤكدا أن الهدف من هذه المبادرات هو حماية الأبناء من الوقوع في براثن الإدمان، وذلك من خلال الحلقات النقاشية والبرامج التثقيفية التي تعزز الوعي وتحصّن الأسرة.
وأوضح أن الملتقى يُعد دعما مهما للآباء والأمهات، حيث يسهم في توعيتهم بطرق التعرف على مؤشرات التعاطي وكيفية التعامل مع مختلف الحالات، مشيرا إلى أن دور الأجهزة المعنية لا يقتصر على ضبط الحالات، بل يمتد إلى التوعية والاحتواء، بالشراكة مع مختلف مؤسسات المجتمع.
وشدّد على أن الأسرة الواعية هي الركيزة الأساسية في جهود الوقاية، منوهًا بدور الإعلام في إيصال الرسائل التوعوية لمختلف شرائح المجتمع.
تأثير أصدقاء السوء
وأشار العميد السويدي إلى أن تأثير أصدقاء السوء لا يزال من أبرز أسباب انخراط الشباب في تعاطي المخدرات، مؤكدا في الوقت ذاته أن البيئة الأسرية الآمنة، والتواصل الإيجابي، والرقابة الوالدية تُعد عوامل رئيسية في حماية الأبناء من الانجراف نحو السلوكيات السلبية.
تعزيز الثقافة الأمنية
من جانبه، دعا العميد طاهر غريب الظاهري، مدير مديرية مكافحة المخدرات في شرطة أبوظبي، أفراد المجتمع إلى تعزيز ثقافتهم الأمنية من خلال زيارة الملتقى والتفاعل مع منصاته المتنوعة، التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي بمخاطر آفة المخدرات.
وأشار إلى أن الجمهور يمكنه كذلك الاستفادة من الموارد الرقمية المتاحة على مواقع وزارة الداخلية وشرطة أبوظبي، حيث يمكن تحميل الأدلة الإرشادية والكتب التوعوية التي تساعد على التعرف على سلوكيات المتعاطين والتغيرات التي قد تطرأ عليهم، بالإضافة إلى التوجيه حول كيفية التعامل مع تلك الحالات ومساعدتها.
كما وجه العميد الظاهري رسالة إلى أفراد المجتمع دعاهم فيها إلى احتواء المتعافين من الإدمان، وعدم نبذهم أو وصمهم، مؤكدا أهمية الدعم المجتمعي لهؤلاء الأفراد لضمان اندماجهم الإيجابي.
حماية أصحاب الهمم
وفي السياق ذاته، أكد علي أحمد بن شميل الكعبي، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للتوحد، في تصريحات لـ”وام” حرص الجمعية على المشاركة في الملتقى، بهدف رفع الوعي بضرورة حماية أصحاب الهمم، خصوصا فئة ذوي التوحد، من التعرض للاستغلال من قِبل مروجي المخدرات.
وأشار إلى أن الجمعية تسعى إلى توعية أولياء الأمور وأفراد المجتمع من خلال الرسائل التثقيفية بأهمية حماية هذه الفئة، مؤكدا أن الأسرة تمثل الحاضنة الأساسية لذوي التوحد، ومشيدا بدور الأمهات في رعايتهم ومواجهة التحديات وتحقيق التميز.
وأوضح أن الجمعية تنظم بشكل مستمر ورش عمل، وبرامج تدريبية، ومحاضرات توعوية بإشراف مختصين نفسيين، بهدف دعم الأسر، وتعزيز قدراتها على دمج أبنائها من ذوي التوحد في جميع مجالات الحياة وفعاليات المجتمع.
في سياق متصل، حرصت جمعيات النفع العام على المشاركة في الملتقى، إلى جانب عدد من أولياء الأمور وأبنائهم، الذين عبّروا عن تقديرهم للدور الفاعل الذي يضطلع به الملتقى في دعم مختلف فئات المجتمع من أفراد ومؤسسات، وتعزيز التكاتف المجتمعي للتوعية بسبل مواجهة التحديات المرتبطة بآفة المخدرات ومكافحتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news