أسامة أبوالسعود

أكد السفير المصري لدى الكويت أسامة شلتوت أن احتفال السفارة المصرية بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة يأتي استحضارا لثورة غيرت خريطة العالم، وأسست لمبادئ العدل والمساواة، ليس في مصر فحسب، بل على الصعيدين العربي والإسلامي أيضا.

وقال شلتوت على هامش الحفل الذي أقيم بمقر السفارة المصرية في الدعية بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 73 لثورة 23 يوليو المجيدة‎، بحضور وزير الدولة لشؤون البلدية ووزير الدولة لشؤون الإسكان عبداللطيف المشاري «إن ثورة يوليو مثلت نقطة تحول كبرى، إذ ساهمت في نشوء حركة عدم الانحياز، ورسخت لمبادئ العدالة الاجتماعية، وصولا إلى بناء «الجمهورية الجديدة» التي تعتمد على التنمية الشاملة والمساواة في كافة أنحاء مصر». وأضاف شلتوت، الذي يستعد لإنهاء مهامه الديبلوماسية بعد أربعة أعوام قضاها في الكويت، أن علاقات البلدين متميزة ومتجذرة، معربا عن خالص شكره وتقديره للقيادة الكويتية، وللحكومة والشعب الكويتي، على ما أبدوه من حفاوة وتعاون طوال فترة عمله. وقال: كنت أعتبر مهمتي في الكويت سهلة وصعبة في آن، فالعلاقات المتميزة بين القيادتين والشعبين تضع أمام أي سفير تحديا لإضافة بصمة جديدة، والحمد لله نجحنا في تعزيز التعاون، ومن سيخلفني سيكمل هذه المسيرة بإذن الله.

وتحدث السفير شلتوت عن التعاون الاقتصادي الكبير بين البلدين، موضحا أن حجم التبادل التجاري يصل إلى 3 مليارات دولار سنويا، في حين تبلغ الاستثمارات الكويتية بمصر نحو 20 مليار دولار، ما يجعلها من بين أكبر الاستثمارات الأجنبية والعربية في البلاد. وأضاف أن ما تحقق من استثمارات في السنوات الأخيرة جاء نتيجة الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية في مصر، وتهيئة مناخ جاذب للاستثمار، مشيرا إلى قرب الإعلان عن مشاريع استثمارية جديدة وزيارات مرتقبة لوفود اقتصادية من الجانبين.

وأشار كذلك إلى أن هذا التعاون يندرج ضمن خطط رؤية الكويت 2035، التي تواكبها زيارات متبادلة رفيعة المستوى، من بينها زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي في أبريل 2024، والتي أعطت دفعة قوية للعلاقات بين البلدين.

وسلط السفير شلتوت الضوء على الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، ومن بينها زيارة رئيس مجلس الوزراء المصري للكويت، والتي شهدت لقاءات مع عدد من الوزراء الكويتيين في قطاعات المالية، والتجارة، والتخطيط، والزراعة والبنك المركزي، بهدف دعم العلاقات الثنائية وتطويرها بمختلف المجالات.

وفيما يخص السياحة، قال شلتوت: «الأشقاء الكويتيون يعتبرون مصر وطنهم ولا نعتبر الكويتي سائحا في مصر بل «في بيته وبين أهله». وتابع قائلا: «مصر تعتبر الكويت جزءا من نسيجها الأخوي» والعكس كذلك، مشيرا إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، والتي ظهرت جليا في مواقف الدعم المتبادل خلال الأزمات.

وفي رده على سؤال حول تكريم الطلبة المصريين المتفوقين، قال شلتوت إن السفارة تحرص سنويا على تنظيم حفل لتكريمهم، تقديرا لجهودهم وتشجيعا لهم على مواصلة التفوق العلمي، مشيدا بالدور المتميز الذي تلعبه وزارة التربية الكويتية في توفير بيئة تعليمية عادلة ومحفزة. أما عن التأشيرة الإلكترونية، فأوضح أنها متاحة لجميع الجنسيات، وتصل صلاحيتها إلى 5 سنوات، ويمكن التقديم عليها إلكترونيا برسوم محددة تختلف حسب مدة التأشيرة.

وحول ملف العمالة، أكد السفير أن هناك تعاونا وثيقا بين القاهرة والكويت لتسهيل انتقال العمالة المصرية، شرط أن تكون مؤهلة ومدربة، بما يضمن حسن اندماجها بسوق العمل الكويتي ويحميها من أي تجاوزات. وأوضح أن مصر تمتلك حاليا أكثر من 85 مركزا للتدريب المهني، حيث يخضع العامل لتدريب شامل على القوانين الكويتية وبيئة العمل قبل سفره، ما يعكس التزام البلدين بضمان بيئة عمل آمنة ومنظمة. وفي كلمته التي ألقاها أمام الحضور الكبير خلال الحفل، قال السفير شلتوت: «في 23 يوليو من عام 1952 انطلقت شرارة واحدة من أعظم الثورات في تاريخ مصر الحديث بقيادة ضباط أحرار آمنوا بوطنهم وبحق شعبهم في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، فلم تكن الثورة مجرد تغيير في نظام الحكم، بل كانت بداية لعهد جديد حمل آمال الملايين من المصريين في التحرر من الاستعمار، وبناء جيش وطني قوي، وأرست مبادئ لاتزال حية في وجدان كل مصري حر، وأسست لمرحلة من الاستقلال الوطني والسيادة والنهضة الشاملة، وكان لها أثرها الكبير على مكانة مصر الإقليمية والدولية، إذ تحولت إلى ركيزة أساسية في دعم حركات التحرر الوطني في أفريقيا والعالم العربي، وأسست لمبدأ عدم الانحياز، ومثلت صوت الشعوب الساعية إلى الاستقلال والكرامة.

وشدد السفير شلتوت على أن ما يربط مصر والكويت ليس فقط علاقات رسمية، بل روابط شعبية متينة مبنية على المحبة والتقدير المتبادل، وهو ما يجعل هذه العلاقة نموذجا يحتذى به في التعاون العربي المشترك، وفي ظل القيادة الحكيمة في البلدين، فإننا على ثقة بأن العلاقات المصرية الكويتية ماضية في طريقها نحو مزيد من التنسيق والتكامل، بما يعزز أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

وتابع قائلا: وفي هذا المقام أدعوكم لزيارة مصر، خاصة ونحن نستعد لافتتاح المتحف المصري الكبير في الربع الأخير من العام الحالي، وهو الصرح الحضاري الأكبر المخصص لحضارة واحدة في العالم، ليعكس قدرة مصر على الجمع بين التراث العريق والحداثة، ويرمز إلى رسالة ثقافية وحضارية للعالم.

وهنأ شلتوت أبنائه من الطلبة المتفوقين أوائل الثانوية العامة بالكويت شكرا جزيلا على تقديمهم صورة مشرفة لأبناء مصر، مضيفا: كما أشكركم على الدور المشرف الذي تستمر الجالية في القيام به منذ سنوات طويلة في الكويت، دورا يمثل نموذجا يحتذى به في الالتزام والجدية والعمل الوطني بما لا يدع مجالا للشك بأنكم سفراء لقيم مصر النبيلة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version