أسامة دياب

أكد وكيل وزارة الدفاع الشيخ د.عبدالله المشعل، أن مشاركته في الاحتفال بالذكرى الـ 98 لتأسيس الجيش الشعبي الصيني تعكس متانة العلاقات بين الكويت وجمهورية الصين الشعبية، مشيرا إلى أن هذا التعاون يتميز بخصوصية في المجال العسكري، إلى جانب تطوره في مختلف المجالات الأخرى.

وأوضح في تصريح للصحافيين، على هامش حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة بمناسبة الذكرى الثامنة والتسعين لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، أن وزارة الدفاع ترتبط بعدد من المشاريع مع الجانب الصيني، أبرزها مشروع إنشاء مصنع لإنتاج الذخيرة الخفيفة والمتوسطة، والمتوقع افتتاحه قريبا. وأضاف أن هناك مشاريع إستراتيجية على مستوى الدولة يتم تنفيذها بالتعاون مع جمهورية الصين الشعبية، تشمل أجزاء من ميناء مبارك الكبير، إضافة إلى مشاريع إسكانية كبرى.

وفيما يتعلق بالتعاون العسكري، أشار المشعل إلى أن برامج التدريب المشترك بين الكويت وجمهورية الصين الشعبية مستمرة، وتشهد توسعا سنويا، بما يعكس حرص البلدين على تعزيز القدرات الدفاعية والتنسيق الثنائي. وحول إمكانية توقيع اتفاقيات جديدة مع دول آسيوية لتعزيز التعاون الدفاعي، قال: «الكويت تضع في أولوياتها تعزيز علاقاتها مع الدول الشقيقة، خاصة في منطقة الخليج والعالم العربي، إلى جانب تطوير الشراكات مع الدول الصديقة في الشرق والغرب، بما يتماشى مع توجهات القيادة السياسية والعسكرية».

وعن مستجدات تحديث المنظومة الدفاعية، شدد الشيخ عبدالله المشعل، على أن التعاون الكويتي – الصيني يعد أحد الأعمدة الأساسية التي يستند إليها الجيش الكويتي في مجالات التصنيع العسكري والاتفاقيات الدفاعية على مستوى المنطقة. وفيما يخص الاتفاقيات الدفاعية الموقعة منذ عام 1991، أشار إلى أن العلاقات الدفاعية بين الكويت والدول الكبرى تبنى على محورين رئيسيين الاتفاقيات ومذكرات التفاهم من جهة، وعقود التسليح من جهة أخرى. بدوره، أكد ملحق الدفاع في سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى البلاد، العميد ليو تسونغ تشن، أن العلاقات بين الجيشين الكويتي والصيني تشهد تطورا إيجابيا في مجالات متعددة، أبرزها التدريب العسكري والتعاون في الصناعة الدفاعية.

وشدد على أن هذا التعاون يشكل ركيزة مهمة في العلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين، في ظل التوجيه الإستراتيجي لقيادتي البلدين. وفي كلمته خلال حفل الاستقبال الذي نظمته السفارة بمناسبة الذكرى الـ 98 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، بحضور آمر مدفعية القوة البرية العميد فيصل العجيل وعدد من رؤساء وأعضاء السلك الديبلوماسي والملحقين العسكريين، عبر العميد ليو عن تطلعه إلى تعزيز التعاون العسكري مع الكويت خلال فترة عمله، قائلا: «أتطلع إلى العمل مع نظرائي الكويتيين لتنفيذ التوافق الذي توصلت إليه قيادتا البلدين، وتعزيز الشراكة الدفاعية بما يخدم المصالح المشتركة ويحافظ على الأمن والاستقرار الإقليمي». وأشار إلى أن الكويت كانت أول دولة خليجية تقيم علاقات ديبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين دخلت أفضل مراحلها، مدفوعة بالتفاهم السياسي العميق والتعاون العملي في مختلف المجالات. وأضاف ليو أن جيش التحرير الشعبي، الذي أنشئ قبل 98 عاما بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، سطر تاريخا حافلا بالانتصارات في سبيل تحرير الشعب والدفاع عن سيادة الدولة وتنميتها، مشيرا إلى أن الجيش اليوم يعمل على تسريع بناء نفسه ليصبح من الطراز الأول عالميا، ويواصل أداء دوره كركيزة لتحقيق النهضة الصينية.

بدوره، أكد القائم بأعمال سفارة الصين الشعبية لدى البلاد ليو شيانغ التزام بلاده بتعزيز التعاون الثنائي مع الكويت والعمل المشترك من أجل ترسيخ السلم والتنمية في المنطقة والعالم، مشيرا إلى أن الصين على استعداد دائم لبناء مستقبل مشترك للبشرية، قائم على التعددية واحترام النظام الدولي بقيادة الأمم المتحدة.

وقال: «أنا على يقين بأن العميد ليو سيبذل جهودا مخلصة لتعزيز وتطوير العلاقات بين بلدينا وجيشينا، بما يحقق مزيدا من التقدم والازدهار المشترك».

وتطرق القائم بالأعمال إلى البعد التاريخي للمناسبة، مشيرا إلى أن هذا العام يصادف الذكرى الـ 80 لانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني، والحرب العالمية ضد الفاشية، مذكرا بحجم التضحيات التي قدمها الشعب الصيني في تلك الحرب، والتي أسهمت بشكل محوري في الانتصار العالمي على الفاشية.

وأضاف: «قال الرئيس الصيني شي جين بينغ: الحرب كالمرآة، تأملها يعيننا على تقدير قيمة السلام بشكل أفضل، كل من الصين والكويت عاشتا مآسي الحرب، ومن المهم أن نخلد ذكرى الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم، ونبني مستقبلا أكثر إشراقا لشعوبنا».

وأشاد شيانغ بموقف الكويت الداعم لمبادرات الصين العالمية، قائلا: «نشيد بالدعم الصريح الذي عبر عنه صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد لمبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية التي أطلقها الرئيس الصيني، ونعبر عن تقديرنا العميق لهذا الموقف النبيل». وأكد شيانغ تطلع بلاده الى مزيد من التعاون مع الكويت والدول الصديقة، في إطار سعيها إلى تحقيق التنمية السلمية وحماية التعددية الحقيقية وتعزيز السلام والاستقرار في العالم.

شاركها.
اترك تعليقاً