‏على حائط الخمسين ترخي ظلالها

‏سنوني، وجرح الصمت يشرح حالها

‏وأحذر أن أهوي من السفح خائباً

‏ولا أمةٌ ترمي إليَّ حبالها

‏وقد كنتُ عند الشام طفلاً مدللاً

‏أقيل بنعماها وأجني وصالها

‏إلى أن رمتني بالرحيل أظافرٌ

‏من السم والأحقاد شدت نصالها

‏فضقت بوسع الأرض ما جئت قريةً

‏وجدتُ بها أهلي ونفسي وآلها

‏على لغتي العمياء ألقي مواجعي

‏أكلم نفسي كي أصون جلالها

‏وأكتم صوت الضاد حين يعضني

‏إلى سحرها شوقٌ يحاكي جمالها

‏ومن شاعر في كل وادٍ مهيمٍ

‏إلى أخرسٍ قد صرت أشكو وبالها

‏هي الغربة الصماء لا قلبَ ينثني

‏ولا رعشةٌ خضراء نمضي خلالها

‏فيا ثقل ما حُمّلتُ وازددتُ مفرداً

‏وما همَّ أن تلقي عليّ جبالها

‏ولكن عسيرٌ أن تمدَّ يمينها

‏لغيري، وحظي أن أكون شمالها

‏على بابها أسلمت للريح مقودي

‏وصغت أغانيها وصنت رمالها

‏فما للصحارى اليوم تنكر صحبتي

‏أتنكر وقت الروع أمٌّ رجالها؟

‏وما لي بشرق الأرض والغرب ناقةٌ

‏أنا ابن قصيدٍ كان يرعى جِمالها

‏فيا أيها الأهلون هل ثَمَّ موطئ

‏لنفس بكاها الفقد حتى أسالها

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الخليج مباشر. جميع حقوق النشر محفوظة. تصميم سواح سولوشنز.