قالت أمهات إنهن اعتمدن خطة طوارئ أثناء امتحانات نهاية العام لأبنائهن، تديرها الأم عبر «غرفة عمليات عائلية» كما وصفنها.

وأكدت الأمهات لـ«الإمارات اليوم» أن خطة الطوارئ الامتحانية تتضمن إعداد جدول يومي للمذاكرة، وتنبيهات بالساعة، وإعداد الوجبات المناسبة، ومتابعة الراحة والنوم، وأحياناً حظراً مؤقتاً للألعاب الإلكترونية والهواتف المحمولة.

وأشارت الأمهات إلى أنهن أنشأن مجموعات دعم صغيرة عبر «واتس أب» أو لقاءات سريعة أمام المدرسة، يتبادلن عبرها النصائح، وجداول المراجعة، وأحياناً أوراق عمل، إذ قالت (أم ماجد): «نتبادل المذكرات عبر (واتس أب)، ونسأل عن المدرسين الخصوصيين، ونتواصى بالدعاء، فالدعم بين الأمهات له دور خاص ومؤثر».

وأجمعت آراء الأمهات على أن الامتحانات تمر وتُطوى أوراقها، وتُنسى نتائجها، لكن سيبقى في ذاكرة الأبناء مشهد لا يُمحى: أمّ سهرت، وقلقت، واحتضنت، وبقيت بجانبهم حتى النهاية.

وفي هذا الإطار، قالت الأم سارة مصطفى، ولديها أربعة أبناء في مراحل دراسية مختلفة: «أجزّئ يومي حسب جدول الامتحانات، وأقوم بدور المعلمة والمرشدة ومعدة الطعام، وأحياناً أؤجل كل حياتي من أجل أيام الامتحانات، إذ إن نجاح أبنائي هو نجاحي الحقيقي».

وترى (أم حمد)، وهي ولي أمر لطالب في الصف التاسع، إن فترة الامتحانات تُعد موسماً استثنائياً داخل البيت، إذ يتحوّل جدول الأسرة بالكامل لدعم ابنها. وأضافت: «أُشرف بنفسي على تنظيم وقت مذاكرته، وأُهيئ له جوّاً هادئاً وخالياً من الضغوط، وأحرص على تحفيزه نفسياً بدلاً من ترهيبه، لأن الدعم النفسي هو السند الأول لنجاح الأبناء».

أما (أم سارة)، وهي ولي أمر لطالبة في الصف الـ10، فأكدت أن مسؤولية الأمهات تتضاعف في هذه الأيام، مشيرة إلى أنها تؤجل معظم التزاماتها الشخصية والمهنية لمرافقة ابنتها. وقالت: «أُراجع معها الدروس، وأتابع جدول الامتحانات بدقة، وأحاول قدر الإمكان تخفيف التوتر عنها، لأنني أؤمن بأن الأم هي حجر الأساس في استقرار الطالب أثناء الاختبارات».

وقالت وعد القصاب، ولي أمر لطالب في الصف الـ12، إن دور الأم لا يقتصر على المتابعة الدراسية فقط، بل يتجاوز ذلك ليشمل الاهتمام بصحة الطالب النفسية والجسدية. وأضافت: «أحرص على إعداد وجبات غذائية صحية لابني، وأتابع نومه جيداً، وأتجنب التحدث معه عن النتائج أو المقارنات مع زملائه، لأن هدفي الأول أن يؤدي الامتحان وهو مطمئن ومتزن، فالنجاح الحقيقي يبدأ من راحة البال، وهذا ما أسعى لتوفيره لابني».

بدورها، قالت منال فؤاد، أمّ لطالب في الثانوية العامة: «أتوتر وأصرخ أحياناً، ثم أندم، لكنني أخاف على مستقبله، ولا أعرف كيف أسيطر على قلقي».

وقالت ميادة حسن: «أدعو لكل أمهات الطلبة، ليس لابني فقط، وأشعر بأننا في قارب واحد، فالدعاء يهدئني ويجعلني أتحمل التعب».

من جانبها، حذرت استشارية الأسرة، أميمة حسين من التوتر، قائلة: «إن التوتر الزائد في البيت ينعكس على استيعاب الطالب وتوازنه، إذ إن الامتحانات تنتهي، لكن أثر الضغط النفسي قد يبقى طويلاً إذا لم تتم إدارته بحكمة».

وقدمت استشارية الأسرة، أميمة حسين، توصيات تربوية أثناء الامتحانات، أبرزها أنه ينبغي أن تمنح الأمهات الأبناء الثقة، مع تقليل المقارنات، وترتيب وقت المذاكرة بشكل متوازن، لأخذ فترات راحة، والتركيز على التشجيع لا التخويف.

وقالت: «في ما يخص المدارس، ينبغي تقديم ورش للأمهات حول كيفية دعم الأبناء نفسياً، وتوفير آلية تواصل مباشر مع الأسر خلال الامتحانات لتخفيف القلق الجماعي، وعلى الأبناء التعاون والاستجابة للأمهات».

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share


تويتر


شاركها.
اترك تعليقاً