بقلم: يورونيوز
نشرت في
رغم فرض العقوبات الاقتصاديةالدولية على روسيا، تبقى الأسواق الكبرى مجهزة بالسلع الغذائية والاستهلاكية بشكل جيد، لكن الارتفاع الملحوظ في أسعار المواد الأساسية أصبح أبرز تأثير مباشر للعقوبات على الحياة اليومية للمواطن الروسي.
وبحسب بيانات رسمية، بلغ معدل التضخم في أسعار المواد الغذائية في روسيا 13% على أساس سنوي في شهر مارس الماضي، وهو ارتفاع دفع البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة لمستويات تتجاوز 20% في قطاع الرهن العقاري، في محاولة للحد من تسارع التضخم.
وبعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، غادرت شركات أجنبية كبرى السوق الروسي رسميًا من بينها شركة تتراباك السويدية، إلا أن أنظمة استيراد بديلة سُرعان ما تم تأسيسها لتوفير المنتجات اللازمة.
ومن الناحية الاجتماعية، حصلت عائلات الجنود المشاركين في العمليات العسكرية على دعم مالي مباشر، كما تم رفع الرواتب لتحفيز التطوع في القطاعات الحيوية. ومع ذلك، ظلت الحرب بعيدة نفسيًا عن قطاع كبير من السكان، حيث تكيف الاقتصاد مع الظروف الجديدة وأصبحت الحياة اليومية طبيعية إلى حد كبير في العديد من المناطق.
روسيا تدفع نحو “تعويض الواردات”
تواجه موسكو تحديًا اقتصاديًا كبيرًا في تطوير بدائل محلية للمنتجات المستوردة، ضمن سياسة “تعويض الواردات”. ففي بداية الحرب، كان معظم تغليف المواد الغذائية مستوردًا، خاصة من شركة “تتراباك” التي انسحبت من السوق الروسي.
لكن شركة “مولوباك”، المتخصصة في إنتاج عبوات الكرتون، استثمرت في تصنيع محلي بدعم من الأموال العامة. وقد حصلت الشركة على قرض منخفض الفائدة بنسبة 1% على مدى سبع سنوات، وفق تصريحات الرئيس التنفيذي تيمور جوشتشين، الذي أكد أن الدعم الحكومي كان كبيرًا، وأن جميع الجهات المعنية كانت مهتمة بنجاح المشروع.
تحولات في قطاع الأزياء
أما في قطاع الموضة، تحولت مصممة الأزياء فيكتوريا أندريانوفا، التي كانت تستورد سابقًا من أوروبا، إلى موردين من تركيا والصين.
وأشارت إلى أنتركيا لم تكن توفر الكميات الكبيرة قبل الحرب، لكنها أصبحت الآن أكثر استجابة، ما يعكس تغيرًا في خريطة التجارة الخارجية لروسيا.
قصص من الحياة اليومية
وفي أحد الأسواق الكبرى، أعربت مواطنة تدعى تانيا عن استيائها من ارتفاع الأسعار، خصوصًا الزبدة والبيض والموز. وأشارت إلى أن الرواتب قد يتم تعديلها وفقًا للتضخم، لكن ذلك لا يواكب سرعة ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وقالت إن عائلتها استأجرت شقة جديدة أقرب إلى روضة الأطفال لأسباب عملية، بعدما كانت تعيش بعيدًا وتواجه صعوبة التنقل بالسيارة، خصوصًا في فصل الشتاء.
أما أندريه، فأشار إلى أن بعض المنتجات الإلكترونية ما زالت تصل إلى روسيا عبر قنوات غير مباشرة، وأن بالإمكان طلب حاسوب والحصول عليه في نفس المساء إذا توفرت الرغبة.
من جانبها، أكدت مواطنة أخرى تدعى أوكسانا أن التعليم والتدريب مجانيان للأبناء، وأن هناك تسهيلات كبيرة لدخول الجامعات لأبناء المشاركين فيما سمتها العملية العسكرية الخاصة وتعني الحرب الروسية على أوكرانيا، بالإضافة إلى توفير أماكن استشفائية مجانية. لكنها اعترفت بأن غياب الأخبار عن قريب لها في الجبهة لمدة أسبوعين كان تجربة مؤلمة نفسيًا، مليئة بالمخاوف والأفكار السوداوية.
قطاعة الزراعة الروسي بين التحدي والتأقلم
وفي منطقة كالوجا الوسطى، يظهر المزارعون كيف تمكنوا من التكيف مع الظروف الجديدة. فقد اشترت إحدى المزارع قطع غيار احتياطية في بداية الحرب، تحسبا لفرض عقوبات محتملة على روسيا. لكن مع الوقت، أصبح بمقدورهم الحصول على بدائل محلية.
واشترى أحد المزارعين ضاغطًا من إنتاج مشترك روسي-صيني، وصفه بأنه “صغير وقبيح”، لكنه يؤدي نفس الغرض الذي يؤديه الضاغط السويدي الفاخر.