غارات إسرائيلية ومهلة سياسية

نفذت إسرائيل غارات جوية استهدفت مواقع سيادية في دمشق، من بينها القصر الرئاسي، مطالبة بانسحاب القوات الحكومية من السويداء خلال 48 ساعة. وفيما نفت دمشق وجود نية للانسحاب، كشفت مصادر لسكاي نيوز عربية عن مفاوضات تشمل الولايات المتحدة، تهدف إلى تنظيم دخول قوات الأمن السورية ضمن تفاهمات هدنة.

تحذير من تفريط بالسيادة

الباحث السياسي عباس شريفة اعتبر أن أي دور تُرسم حدوده من تل أبيب مرفوض تماما، محذرا من محاولة فرض فيدرالية في الجنوب على غرار ما يحدث في الشمال الشرقي. ويرى أن هذه التحركات تصب في خطة إقليمية لتفكيك الدولة السورية إلى كانتونات.

المشهد الميداني يزداد اشتعالا، مع استمرار الاشتباكات بين فصائل درزية ومسلحين من عشائر البدو. وتشير تقارير إلى سقوط نحو 400 قتيل، وسط حشد عشائري قوامه 50 ألف مسلح في محيط السويداء، ما يهدد بانهيار أمني وإنساني.

دعم أميركي مشروط للشرع

واشنطن تمارس ضغوطا على إسرائيل لوقف التصعيد، مقابل دعمها السياسي للرئيس الشرع. وتُصر الإدارة الأميركية على الوصول إلى اتفاق أمني لا يُقصي الدولة السورية، في حين يتمسك الشرع بعدم قبول أي تسوية خارج الأطر السيادية.

الرئاسة الروحية للدروز ترفض الاتفاق

أصدرت الرئاسة الروحية لطائفة الدروز بيانا رفضت فيه التفاهمات المطروحة، مطالبة بفتح طرق باتجاه مناطق الإدارة الذاتية، وإنشاء معبر مع الأردن، ما فُسّر كمحاولة لفك الارتباط مع المركز وتأكيد استقلالية السويداء.

شرعية الإنجاز أم الديمقراطية؟

شريفة ميّز بين “شرعية الإنجاز” التي يمثلها الشرع عبر تفكيك العقوبات، و”الشرعية الديمقراطية” المؤجلة حتى عودة اللاجئين وإعادة بناء الدولة. وقال إن المرحلة الحالية تتطلب توافقًا وطنيًا لا مشاريع خارجية تكرّس التقسيم.

إسرائيل وفيدرالية الجنوب

وفق شريفة، تسعى إسرائيل إلى فرض فيدراليات ثلاث في سوريا، واللقاءات السرية في باكو بين شخصيات سورية وتل أبيب جزء من هذا المخطط. الهدف: دمشق ضعيفة وغير قادرة على السيطرة.

هل تنهار الدولة؟

دمشق تجد نفسها أمام خيارين أحلاهما مر: إما القبول بتفاهمات تُضعف السيادة، أو الدخول في مواجهة قد تؤدي إلى استنزاف شامل. أما الخيار الثالث، بحسب شريفة، فهو إعادة ضبط السلاح بيد الجيش فقط، ورفض أي تسوية لا تمر عبر الدولة.

شاركها.
اترك تعليقاً