تحذيرات الجيش اللبناني وسط توترات سياسية وأمنية

في ظل تصاعد التوترات السياسية والأمنية في لبنان، أصدر الجيش اللبناني تحذيراً شديد اللهجة بشأن المخاطر المحتملة على أمن البلاد نتيجة لتحركات غير محسوبة. جاء هذا التحذير بعد خروج أنصار حزب الله وحركة أمل في مسيرات احتجاجية لليلة الثالثة على التوالي، اعتراضاً على قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة.

موقف الجيش اللبناني

أكد الجيش اللبناني، في بيان صدر اليوم السبت، احترامه لحرية الرأي والتعبير، لكنه شدد على أنه لن يتهاون مع أي محاولات للإخلال بالأمن أو السلم الأهلي. وأوضح البيان أن القوات المسلحة لن تسمح بقطع الطرقات أو بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة، داعياً المواطنين وكافة الأطراف السياسية إلى التحلي بالمسؤولية خلال هذه المرحلة الحرجة.

تحركات احتجاجية متواصلة

استمرت الاحتجاجات لليوم الثالث على التوالي حيث نظم مناصرو حزب الله وحركة أمل مسيرات بواسطة السيارات والدراجات النارية في مدينة النبطية وبلداتها المحيطة. ورفعت المسيرات أعلام حركة أمل وحزب الله وإيران، وجابت الشوارع الرئيسية للمدينة مصحوبة بالأناشيد والشعارات المؤيدة لحزب الله.

وفي بلدة الغازية قضاء الزهراني جنوباً، شهدت المنطقة تجول بعض الشبان عبر الدراجات النارية حاملين شعارات مؤيدة لحزب الله ومعارضة للقرار الحكومي بشأن حصر السلاح بيد الدولة. كما قام أنصار حزب الله بقطع طرق رئيسية مثل طريقي زحلة وشتورة في البقاع شرق لبنان وطريق بعبدا الحازمية في جبل لبنان.

القرار الحكومي وردود الفعل

جاءت هذه التطورات عقب موافقة مجلس الوزراء اللبناني يوم الخميس الماضي على أهداف الورقة التي قدمها المبعوث الأميركي توم برّاك لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. تضمنت القرارات الحكومية حصر السلاح بيد الدولة بما يشمل سلاح حزب الله، وتكليف الجيش بوضع خطة لتنفيذ ذلك قبل نهاية عام 2025.

وفي رد فعل سريع، عبّر حزب الله عن رفضه للقرار الحكومي بحصر السلاح بيد الدولة. ويعتبر الحزب هذا القرار محاولة لتقويض قدراته الدفاعية التي يعتبرها ضرورية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة.

السياق السياسي والدبلوماسي

يتزامن هذا التصعيد مع ضغوط دولية متزايدة لضمان استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في لبنان. وتأتي الخطوة الحكومية ضمن جهود لتعزيز سيادة الدولة اللبنانية واستعادة السيطرة الكاملة على أراضيها ومقدراتها الأمنية.

المملكة العربية السعودية تتابع عن كثب تطورات الوضع في لبنان، حيث تدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي وضمان وحدة وسيادة الدول العربية. ويُنظر إلى الموقف السعودي كجزء من استراتيجية دبلوماسية تهدف إلى دعم الاستقرار والسلام في المنطقة عبر الحوار والتعاون البناء بين الأطراف المختلفة.

التحديات المستقبلية والحلول الممكنة

مع استمرار الاحتجاجات والمواقف المتباينة بين الأطراف اللبنانية المختلفة، يبقى السؤال حول كيفية تحقيق توافق سياسي يضمن استقرار البلاد وسلامتها دون المساس بحقوق ومصالح أي طرف. يتطلب الوضع الراهن حواراً شاملاً بين جميع القوى السياسية اللبنانية للوصول إلى حلول مستدامة تعزز من سيادة القانون وتحمي الأمن الوطني.

The post الجيش اللبناني: تأمين الطرق ومنع الإخلال بالأمن appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

شاركها.
اترك تعليقاً