بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

وفي الصباح الباكر، تجمعت أمهات الجنود المقاتلين عند مدخل القدس، حيث طالبن بإنهاء الحرب، حاملاتٍ مجسمًا لتابوت، في إشارة إلى الثمن الذي يدفعه أبناؤهن لمواصلة القتال.

إضافةً إلى ذلك، اعتلى المتظاهرون سطح المكتبة الوطنية الإسرائيلية، وعمد بعضهم إلى إحراق حاويات نفايات وإطارات في حيّي رحافيا وجفعات رام بالقدس، بالقرب من مقر إقامة نتنياهو، مما أدى إلى تضرر المركبات المتوقفة.

وقد أدانت الشرطة الحادثة، مشيرة إلى أنها اضطرت لإجلاء عدد من سكان المباني المجاورة، مؤكدة عدم وقوع إصابات، لكنها تابعت: “إن الحق في الاحتجاج لا يمنح الحق في إشعال النار في الممتلكات أو التسبب في أضرار اقتصادية وصحية للجمهور”.

ووصفت الإجلاء بسبب الحريق بأنه “تجاوز للخطوط الحمراء ولا يمت للاحتجاج المشروع بصلة”.

ردود الفعل في الوسط السياسي

ورغم الاختلافات السياسية، أدان كلٌّ من أعضاء الائتلاف والمعارضة الحرائق. لكن زعيم المعارضة ورئيس حزب “يش عتيد”، يائير لابيد، كتب على مواقع التواصل الاجتماعي أنه على الرغم من إدانته “لإحراق المركبات في القدس الغربية”، إلا أنه “أدان بشكل أكبر حكومةً تُسلّم رهائنها للموت في غزة”.

في المقابل، وصف وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير الحوادث بأنها “حريق إرهابي” “مدعوم ومشجع من المدعي العام المجرم الذي يريد إحراق البلاد”.

ودعا وزير المالية بتسئليل سموتريتش إلى معاقبة مضرمي النار قائلًا إنهم “أقلية تسعى للفوضى وإشعال حرب أهلية في البلاد”.

أما أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا، فقال إن “التخريب الذي نفذته حفنة متطرفين خلال احتجاجات عائلات الرهائن خطير”.

من جهة ثانية، وصف زعيم حزب معسكر الدولة في إسرائيل بيني غانتس المظاهرات والتضامن مع عائلات المخطوفين بأنه “حق ديمقراطي وواجب أخلاقي لكل مواطن”.

عائلات الأسرى: ننتظر الدعم

وقد نقل الإعلام العبري عن فيكي، والدة الجندي الأسير نمرود كوهين، قولها: نحن نصرخ منذ وقت طويل ولا يحدث شيء، فقط يواصلون خطط احتلال غزة التي ستعرض أحبتنا وجنودنا للخطر، أنا أنتظر من الجمهور أن يأتي ليدعم ويُظهر الحضور ضد الحرب.

بدورها، قالت منظمة “إخوان السلاح” إن المئات تظاهروا أمام منزل ديرمر. وخلال الاحتجاج، رفعوا لافتة كُتب عليها “48 رهينة، ديرمر صفر”، في إشارة إلى عدد الرهائن المتبقين في الأسر، مقارنةً بـ”نتائج ديرمر منذ توليه مسؤولية إعادتهم”.

وأضافت المنظمة: “لقد تحمل ديرمر المسؤولية الأكبر، وهي إعادة الرهائن إلى ديارهم. والنتائج تتحدث عن نفسها: 48 رهينة لا يزالون في الأنفاق، ولم يعد أي رهينة تحت مسؤوليته”.

وأضافت المنظمة: “الحكومة تفشل في الصفقة الشاملة المطروحة وتُفضل المصالح السياسية للوزراء المتطرفين على حياة الرهائن. لقد حان الوقت لإنهاء هذا الإهمال والدفع بصفقة شاملة لإعادة الجميع، حتى لو كان ذلك على حساب وقف الحرب”.

زامير: سأواصل عرض التداعيات

يأتي ذلك بعد طرح في الكابينت لصفقة جزئية، عارضها نتنياهو والوزراء المتطرفون في الائتلاف، بينما دعمها كبار قادة المنظومة الأمنية، ممثلين في رئيس الأركان، ورئيس الموساد، والقائم بأعمال رئيس الشاباك “ش”.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن رئيس الأركان، إيال زامير، قوله للوزراء: “فكروا جيدًا في القرارات، هناك صفقة مطروحة على الطاولة”. وعندما بدأ الوزراء بانتقاد تصريحاته، رد عليهم: “أنا أعرض التداعيات – وأنتم تقررون، لكنني سأواصل عرض التداعيات المترتبة على الأمور”.

وكان وسائل إعلام إسرائيلية قد سربت وثيقة داخلية للجيش، كتبها رئيس جهاز التدريب في القوات البرية، العميد في قوات الاحتياط غاري هازوت، يقول فيها إن عملية “عربات جدعون”، التي تهدف لاحتلال مدينة غزة، فشلت بشكل كامل، إذ أنها لم تحقق شيئًا من أهدافها حتى الآن، لا فيما يتعلق باستعادة الرهائن ولا بهزيمة حماس.

وقال العميد إن إسرائيل في المرحلة الثانية من العملية كانت تعمل على ردع حماس بهدف التوصل لاتفاق، ولم تكن تعمل على هزيمتها، وقد أدركت الحركة ذلك وبنت عليه مواقفها وأسلوبها القتالي.

وأضافت الوثيقة أن الدولة العبرية “ارتكبت كل خطأ ممكن” في العملية، إذ لم “تتوافق أساليب القتال التي اتبعتها مع عقيدة القتال”، ولم تكن متناسبة أيضًا مع أسلوب حماس في المعركة.

يذكر أن حركة حماس كانت قد وافقت في 18 أغسطس/آب الماضي على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق نار جزئي وتبادل أسرى، إلا أن إسرائيل لم ترد على المقترح بشكل واضح.

شاركها.
اترك تعليقاً