بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في
آخر تحديث

اعلان

اتهمت إيران، يوم الإثنين، كلًّا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بالإخلال بالتزاماتهم الواردة في الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وذلك بعد أن هددت الدول الأوروبية الثلاث بإعادة فرض العقوبات على طهران على خلفية أنشطتها النووية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي: “الأطراف الأوروبية أخطأت وأهملت تنفيذ بنود خطة العمل الشاملة المشتركة”، في إشارة إلى الاتفاق النووي.

من ناحية أخرى، أشار بقائي إلى أنّ “مشاورات ثلاثية” مع روسيا والصين ستُعقد في العاصمة الإيرانية الثلاثاء لمناقشة الملف النووي واحتمال إعادة فرض العقوبات الدولية.

جولة محادثات جديدة في إسطنبول

وأعلنت طهران موافقتها على عقد جولة جديدة من المحادثات مع ممثلي الدول الأوروبية الثلاث يوم الجمعة المقبل في مدينة إسطنبول. وذكر بقائي، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الإيراني الرسمي، أن “إيران، ومن منطلق مسؤوليتها، وافقت على استئناف المحادثات”، مشيرًا إلى أن الاجتماع يهدف إلى بحث مستقبل الاتفاق النووي.

عراقجي: مستعدون للدبلوماسية الجادة

من جانبه، كتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة “إكس” يوم الأحد: “لقد أثبتت إيران قدرتها على إحباط كل المخططات الخبيثة، لكنها مستعدة دومًا لمقابلة الدبلوماسية الجادة بحُسن نية”.

وتتهم الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل، طهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه إيران، مؤكدة أن برنامجها النووي مخصص حصريًا لأغراض مدنية وعلمية.

تصعيد عسكري غير مسبوق

وفي 13 يونيو/حزيران، شنّت إسرائيل هجومًا مباغتًا استهدف منشآت عسكرية ونووية إيرانية رئيسية، في سياق ما اعتبرته تل أبيب ضربة استباقية ضد عدوها الإقليمي الأبرز.

وبعد تسعة أيام، وتحديدًا في 22 يونيو، نفذت الولايات المتحدة غارات جوية استهدفت منشأة تخصيب اليورانيوم في “فوردو” جنوبي طهران، بالإضافة إلى مواقع أخرى في أصفهان ونطنز.

وكانت إيران قد أجرت خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بوساطة سلطنة عمان قبل أن تندلع الحرب الإسرائيلية – الإيرانية التي استمرت 12 يومًا. غير أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المشاركة في القصف الجوي على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، أنهى فعليًا مسار تلك المحادثات.

وشهدت جنيف آخر لقاء بين إيران والدول الأوروبية الثلاث في 21 يونيو، أي قبل يوم واحد فقط من الغارات الأميركية.

لقاء روسي – إيراني في الكرملين

وفي سياق متصل، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأحد، كبير مستشاري المرشد الإيراني الأعلى، علي لاريجاني، في الكرملين. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن اللقاء تناول تقييمات إيرانية للوضع المتفاقم في الشرق الأوسط، وكذلك ملف البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف بيسكوف أن بوتين أكد مجددًا “موقف روسيا المعروف والداعي إلى الاستقرار الإقليمي والحل السياسي للنزاع النووي مع إيران”.

اتفاق 2015 وآلية “الزناد”

وكانت إيران قد أبرمت مع القوى الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، اتفاقًا نوويًا عام 2015 عرف بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة”، نص على تقييد أنشطة إيران النووية مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.

لكن الاتفاق انهار فعليًا بعد انسحاب إدارة الرئيس ترامب منه في 2018، وفرضها عقوبات جديدة على إيران. وردت طهران بعد ذلك بنحو عام، بالتراجع التدريجي عن معظم التزاماتها.

وحذّرت الدول الأوروبية الثلاث مؤخرًا من أنها قد تلجأ إلى تفعيل “آلية الزناد” المنصوص عليها في الاتفاق، والتي تتيح إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران في حال عدم امتثالها، على أن تنتهي مهلة تفعيلها في أكتوبر المقبل.

وفي تعليقه على التهديدات الأوروبية، قال عباس عراقجي، في اتصال هاتفي مع نظرائه الأوروبيين الجمعة، إنه “لا يوجد أي أساس قانوني أو أخلاقي لتفعيل هذه الآلية من جديد”، مؤكدًا أن طهران لا تزال منفتحة على الحوار ضمن إطار متوازن.

شاركها.
اترك تعليقاً