بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

نجح سكان قرية سان ميلاو في صد تقدم حريق غابات مهيب، بعد أن تصدّوا للنيران بأيديهم، مستخدمين خراطيم المياه من منازلهم وأغصان الأشجار، في مواجهة استمرت أكثر من ساعة، تمكّنوا خلالها من إبطاء زحف اللهب ومنعه من الوصول إلى مركز القرية.

واندلع الحريق فجأة في الغابات المحيطة بالقرية الواقعة في مقاطعة أورينس بمنطقة غاليسيا الشمالية، واشتعل بفعل رياح قوية جرّت النيران بسرعة نحو المنازل. وبادر سكان القرية بالإسراع لإطفائه.

ويقول رامون أحد سكان القرية: “كنا نرى النيران تقترب، وكل ثانية تمر تعني فقدان بيت. أخرجت الخرطوم من الحديقة، وبدأنا نرش الماء على الجدران وعلى الأرض قرب المنزل. امرأة من الجيران جلبت دلوًا ومجرفة، وآخرون جاؤوا بأغصان يضربون بها اللهب. لم يكن لدينا وقت للخوف”.

وعلى طول الخط الأمامي، توزّع السكان، رجالًا ونساءً، بعضهم حافي القدمين، آخرون بملابس النوم، وشكلوا سلسلة بشرية لنقل المياه، ووجهوا خراطيم المياه نحو البقع المشتعلة. واستخدم آخرون فؤوسًا ومقصات تقليم لقطع الأغصان الجافة التي كانت تمد الحريق بالوقود.

واستمرت الجهود حتى وصول أول عربة إطفاء بعد أكثر من 70 دقيقة، حيث وجد رجال الإطفاء السكان ما زالوا في موقع المواجهة، يواصلون القتال جنبًا إلى جنب.

 وعلق قائد فرقة الإطفاء المحلية، الذي رفض الكشف عن اسمه على الحدث “ما شهدناه كان استثنائيًا. لولا تدخل السكان السريع، لكانت النيران دخلت القرية ودمّرت عشرات المنازل”.

وتأتي الحادثة في ظل موجة حرائق واسعة تجتاح شمال غرب إسبانيا، وبلغت غاليسيا مركز الكارثة، حيث اندلعت عشرات الحرائق خلال الأيام القليلة الماضية، ودمرت مساحات شاسعة من الغابات، وأجبرت قرى بأكملها على الإخلاء.

ورغم انخفاض درجات الحرارة نسبيًا في شبه الجزيرة الأيبيرية، حذرت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية (AEMET) من أن خطر اندلاع حرائق لا يزال “مرتفعًا جدًا” في غاليسيا، بسبب جفاف التربة وسرعة الرياح.

وعلى الأرض، يواصل آلاف عناصر الإطفاء، بدعم من جنود وطائرات إخماد، جهودهم للسيطرة على البؤر المشتعلة. وقد وصلت وحدات إطفاء من ألمانيا إلى شمال إسبانيا، بحسب وزارة الداخلية، لتعزيز القدرات الميدانية.

وفي إقليم إكستريمادورا، يشتعل حريق كبير في منطقة جاريلا، حيث تم نشر أكثر من 20 عربة إطفاء، بينما يُتوقع أن يزور رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز المنطقة اليوم لتقييم الوضع.

وفق بيانات نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي، التهمت الحرائق في إسبانيا أكثر من 382 ألف هكتار منذ مطلع العام — ما يعادل أكثر من ضعف مساحة لندن الكبرى. وأودت بحياة أربعة أشخاص حتى الآن.

وفي السياق، أعلن الحرس المدني الإسباني أعن توقيف 23 شخصًا يشتبه في إشعالهم النيران عمداً، بينما تُجرى تحقيقات مع 89 آخرين، في ظل شكوك بمسؤولية أنشطة بشرية عن عدد كبير من الحرائق.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version