يوم الأحد، استفاق سكان البندقية ليجدوا أن لون مياه القنال الكبير في مدينتهم قد تحول إلى أخضر فوسفوري غامض، دون أن يتضح فورًا السبب وراء ذلك. أما الآن فقد أعلنت سلطات المدينة أنها تمكنت من معرفة السبب الذي يكمن وراء اخصرار مياه القنال الشهير.
أظهرت التحقيقات أنّ تحوّل قسم من مياه القنال الكبير في البندقية بإيطاليا يوم الأحد مؤقتاً إلى اللون الأخضر الفلوري، يعود إلى وجود مادة الفلوريسين غير السامة والتي تُستخدم عادة لفحص شبكات الصرف الصحي، على ما أفادت السلطات المحلية الإثنين.
وأشار بيان للهيئة الإقليمية للوقاية والحماية البيئية في فينيتو إلى أنّ التحاليل “أظهرت وجوداً لمادة الفلورسين في العينات المأخوذة”.
وأضاف أن النتائج “لم تثبت وجود عناصر سامة في العينات التي خضعت للتحليل”، من دون تحديد مصدر وجود الفلوريسين في القنال الكبير.
من جانبه، أعلن رئيس مقاطعة فينيسيا لوكا زايا على تويتر، أن المادة الخضراء لا تمثل أي خطر بتلويث المياه.
وأضاف زايا أنه يعتبر أن المادة سُكبت عمدًا في مياه القنال، محذرًا أن يقود ذلك إلى أفعال مشابهة.
وتابع: “للأسف فقد أصبحت البندقية مسرحًا لأعمال تتجاوز الحدود. هناك حاجة إلى استجابة كافية وقوية”، لكنه لم يحدد ماذا يعني في هذا السياق.
وعادةً ما يُستخدم الفلوريسين لتتبع مسار الشبكات أو لتحديد الانعكاسات بين شبكات مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار.
وكان عدد من سكان المنطقة أبلغوا عن تغير في لون مياه القنال الكبير وسط تكهنات كثيرة. وشوهدت المياه الخضراء في قنال البندقية الشهير بالقرب من جسر ريالتو المعروف على مستوى العالم.
وذكرت صحيفة “لا نوافا فينيتسيا” اليومية المحلية أنّ الشرطة تجري تحقيقها في احتمال أن يكون ناشطون بيئيون خلف هذه الظاهرة.
في الآونة الأخيرة، قام نشطاء بيئيون بأعمال مشابهة في نافورة تريفي الشهيرة في العاصمة الإيطالية روما وكذلك في القصر القديم “بالاتسو فيكيو” في فلورنسا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحوّل فيها لون مياه القنال الكبير إلى الأخضر. ففي العام 1968، ألقى الفنان الأرجنتيني نيكولاس غارسيا أوريبورو طلاءً أخضر في هذه المياه، على هامش الدورة الرابعة والثلاثين من مهرجان البندقية السينمائي، في خطوة ترمي إلى التوعية بالمسائل البيئية.