تم مؤخرًا تصنيف نوع جديد من مرض السكري اسمه “داء السكري من النوع الخامس” كشكل مميز من أشكال داء السكري من قِبل الاتحاد الدولي للسكري، فما هو؟ وما أعراضه؟

ورغم اسمه، هناك أكثر من 12 نوعًا مختلفًا من داء السكري. التصنيف ليس دقيقًا كما يوحي الترقيم، وفقا لتقرير في الإندبندنت للكاتب كريج بيل.

أولا دعونا نتعرف على السكري وأنواعه المعروفة، ثم ننتقل إلى النوع الجديد السكري من النوع الخامس.

السكري هو مرض استقلابي -الاستقلاب يعرف أيضا بالتمثيل الغذائي، وهو عملية تحويل الغذاء إلى طاقة ومواد أخرى يستخدمها الجسم- يسببه نقص هرمون الإنسولين، أو ضعف الاستجابة الطبيعية من خلايا الجسم للإنسولين الذي يُدخِل السكر الموجود في الدم (الغلوكوز) إلى الخلايا، وفي كلتا الحالتين تكون النتيجة متشابهة، إذ ترتفع مستويات الغلوكوز في الدم فوق الحد الطبيعي، ويؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية على الجسم عاجلا وآجلا.

الإنسولين هرمون تصنعه خلايا “بيتا” في البنكرياس، الذي يفرز الإنسولين إلى مجرى الدم بعد تناول الطعام، وذلك استجابة لارتفاع السكر في مجرى الدم.

ويشكل الغلوكوز الطاقة التي يتحول إليها الغذاء الذي يأكله الإنسان، ويفرز في الدم فتأخذه خلايا الجسم وتحرقه لإنتاج الطاقة اللازمة لعملياتها الحيوية. ولفعل ذلك فإنها تحتاج إلى هرمون الإنسولين الذي يجعل الغلوكوز يتحرك من مجرى الدم إلى الخلايا.

وكلما ارتفع مستوى الغلوكوز في الدم أفرز البنكرياس كمية أكبر من الإنسولين لخفضه، أما إذا انخفض فإن البنكرياس يقلل أو يوقف إفراز الإنسولين، ويفرز الجسم بالمقابل 4 هرمونات أخرى لرفع مستواه في الدم، وهي: الغلوكاغون والكورتيزول والأدرينالين وهرمون النمو، مما يجعل الكبد يطلق الغلوكوز إلى مجرى الدم.

في الأحوال الطبيعية يحافظ الجسم على مستوى الغلوكوز في الدم بنطاق يتراوح بين 70 و120 مليغراما لكل ديسيلتر، وذلك عبر آلية تضمن الحفاظ على مستواه حتى لو صام الشخص فترة طويلة عن الطعام، أو (بالعكس) تناول كمية كبيرة منه؛ أما في داء السكري فيرتفع الغلوكوز فوق الحد الطبيعي.

أنواع مرض السكري المعروفة

1- السكري من النوع الأول

يحدث داء السكري من النوع الأول بسبب مهاجمة جهاز المناعة في الجسم عن طريق الخطأ للخلايا المنتجة للإنسولين في البنكرياس. يمكن أن يحدث هذا التفاعل المناعي الذاتي في أي عمر، من الطفولة إلى الشيخوخة.

لا يرتبط بالنظام الغذائي أو نمط الحياة. بدلاً من ذلك، من المحتمل أن ينتج عن مزيج من الاستعداد الوراثي والمحفزات البيئية، مثل العدوى الفيروسية.

يتضمن العلاج علاجا بالإنسولين مدى الحياة، يُعطى عن طريق الحقن أو المضخات.

2- السكري من النوع الثاني

يُعد داء السكري من النوع الثاني الشكل الأكثر شيوعًا لهذا المرض، وغالبًا ما يرتبط بارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI). ومع ذلك، يمكن أن يؤثر أيضًا على الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، وخاصةً أولئك الذين لديهم استعداد وراثي قوي.

يمكن أن يساعد تعزيز إنتاج الجسم للإنسولين في التحكم في مستويات السكر في الدم. تعزز بعض الأدوية إنتاج الإنسولين من البنكرياس، بينما تُحسّن أدوية أخرى حساسية الإنسولين.

على سبيل المثال، يتناول مئات الملايين من الأشخاص حول العالم الميتفورمين. يُحسّن هذا الدواء حساسية الإنسولين ويُوقف إنتاج السكر في الكبد.

هناك العشرات من الأدوية المختلفة للمساعدة في التحكم في نسبة السكر في الدم لدى مرضى داء السكري من النوع الثاني. وقد ثبت أن تخصيص العلاج لكل فرد يُحسّن النتائج الصحية بشكل كبير.

يمكن لتغييرات نمط الحياة أيضًا أن تُعالج داء السكري. ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية (800 سعر حراري يوميًا). في تجربة بحثية، أدى الالتزام بهذا النظام الغذائي لمدة 12 شهرًا إلى عكس مسار داء السكري لدى 46% من الأشخاص.

 

3- سكري الحمل

يتطور هذا النوع من داء السكري أثناء الحمل، عادةً بين الأسبوعين الـ24 والـ28. يحدث بسبب تغيرات هرمونية تقلل من حساسية الجسم للإنسولين.

تشمل عوامل الخطر زيادة الوزن أو السمنة، ووجود تاريخ عائلي للإصابة بداء السكري، وولادة طفل كبير الحجم في حمل سابق.

يمكن علاج هذا المرض باتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة، أو استخدام أقراص أو حقن الإنسولين.

4- مجموعة أشكال نادرة من داء السكري

هناك ما لا يقل عن 9 أنواع فرعية من داء السكري، تشمل أشكالًا وراثية نادرة، تحدث أحيانًا بسبب تغيير وراثي واحد. ويمكن أن تحدث أنواع أخرى بسبب العلاج، مثل الجراحة أو الأدوية، مثل الستيرويدات.

من هذه الأنواع:

  • داء السكري الوليدي، ويظهر في مرحلة مبكرة من الحياة.
  • داء السكري عند الشباب، أو ما يُعرف بداء مودي، ويحدث في وقت لاحق من العمر ويرتبط بالتغيرات الجينية.
  • داء السكري من النوع 3 سي، الذي يحدث بسبب تلف البنكرياس.
  • مرض السكري المرتبط بالتليف الكيسي، حيث يصاب حوالي ثلث الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي بمرض السكري بحلول سن الأربعين.

السكري من النوع الخامس

نأتي إلى النوع الجديد، ويرتبط بسوء التغذية خلال فترة مبكرة من الحياة. داء السكري من النوع الخامس أكثر شيوعًا في البلدان الفقيرة. ويصيب حوالي 25 مليون شخص حول العالم.

يعاني الأشخاص من انخفاض وزن الجسم ونقص الإنسولين. ولكن نقص الإنسولين لا ينتج عن الجهاز المناعي. بدلاً من ذلك، قد لا يحصل الجسم على التغذية السليمة خلال الطفولة لمساعدة البنكرياس على النمو بشكل طبيعي.

أظهرت الدراسات التي أُجريت على القوارض أن اتباع نظام غذائي منخفض البروتين أثناء الحمل أو المراهقة يؤدي إلى ضعف نمو البنكرياس. وهذا معروف منذ سنوات عديدة. يُعد صغر حجم البنكرياس عامل خطر للإصابة بأنواع مختلفة من داء السكري، أي انخفاض احتياطيات الخلايا المنتجة للإنسولين.

أعراض السكري من النوع الخامس

هي نفس أعراض الإصابة بمرض السكري بكافة أنواعه، وتشمل:

  • العطش الشديد
  • التبول بشكل متكرر أكثر من المعتاد، وخاصةً في الليل
  • التعب الشديد
  • فقدان الوزن
  • ضعف العضلات
  • عدم وضوح الرؤية
اترك تعليقاً