بعد أكثر من 20 عاما على عرض الموسم الأول من المسلسل الشهير “ربات بيوت يائسات” (Desperate Housewives)، يعود شارع ويستريا لين -أحد أشهر المواقع في تاريخ التلفزيون- إلى الشاشة من جديد، لكن هذه المرة مع وجوه جديدة وأسرار مختلفة.
المسلسل الجديد، الذي يحمل عنوان “ويستريا لين” (Wisteria Lane)، هو عمل درامي مستقل مستوحى من الأجواء الأصلية، ومن إنتاج النجمة كيري واشنطن بالتعاون مع منصة أونيكس كولكتيف.
تتولى ناتالي تشايديز مهمة الإنتاج التنفيذي والكتابة الرئيسية للمسلسل، إلى جانب كل من كيري واشنطن، وبيلار سافون، وستايسي شير. ولم يُكشف بعد عن اسم المخرج، بينما من المتوقع أن يُعرض المسلسل في وقت لاحق من عام 2025
أسرار خفية خلف الأسوار البيضاء
تدور أحداث المسلسل حول مجموعة من الصديقات المختلفات في الطباع والخلفيات، وتتابع القصة حياتهن الممتدة على مدار 15 عامًا، في شارع ويستريا لين، الشارع الشهير الواقع في مدينة فيرفيو الخيالية، داخل ولاية وهمية تُدعى إيغل ستيت.
ورغم أن الحي يبدو للوهلة الأولى مثاليًا، بمنازله الجميلة، وعائلاته الساحرة، وسياراته اللامعة، إلا أن ما يجري خلف هذه الصورة المثالية مختلف تمامًا؛ حيث تتكشف صراعات خفية، وأسرار مدفونة، وصداقات معقدة، إلى جانب توترات اجتماعية متأثرة بعالم وسائل التواصل، تعكس التغيرات العميقة التي طرأت على المجتمع منذ عرض المسلسل الأصلي.
ورغم أن مارك تشيري، مبتكر النسخة الأصلية، لن يشارك في هذا المشروع الجديد، إلا أن تعيين ناتالي تشايديز، المعروفة بأعمالها في مسلسلات مشوّقة مثل “مضيفة الطيران” (The Flight Attendant) و”ملكة الجنوب” (Queen of the South)، يوحي بأن العمل سيحمل طابع التشويق والإثارة، ممزوجًا بالكوميديا السوداء التي لطالما ميزت المسلسل. ومع ذلك، يُتوقع أن يحافظ على الروح الأساسية التي وضعها تشيري في بدايته.
لم يُعلن بعد عن الطاقم الكامل للمسلسل الجديد، إلا أن النجمة إيفا لونغوريا، التي أدت شخصية “غابي” في النسخة الأصلية، ألمحت إلى أنها ستكون أول من ينضم إلى المشروع، رغم عدم وجود خطة حالية لعودة باقي أبطال المسلسل القديم.
أهمية استعادة المسلسل بعد أكثر من 20 عاما
انطلقت فكرة تقديم جزء جديد أو مسلسل فرعي من “ربات بيوت يائسات” في عام 2024، بالتزامن مع الذكرى العشرين لعرض المسلسل الأصلي الذي امتد على مدار 8 مواسم بين عامي 2004 و2012. وكشف كاتب ومبتكر العمل الأصلي مارك تشيري أن نحو 70 ألف شخص تواصلوا معه يسألونه عن احتمالية عودة المسلسل، مشيرا إلى أنه كان يحمل بعض الأفكار بالفعل، لكنه احتاج إلى التأكد من وجود مبررات فنية حقيقية تبرر إعادة الإنتاج.
وفي حوار مع مجلة بيبول، عبر تشيري عن افتقاده الشديد لكتابة شخصية “الشارع” -شارع ويستريا لين تحديدا- الذي وصفه بأنه “أمتع موقع تصوير في تاريخ التلفزيون”، موضحا أنه كان يمتلك السيطرة الكاملة على الشارع، ويعرف تفاصيله وجغرافيته بدقة بحكم سنوات التصوير الطويلة فيه.
بالنسبة لعشّاق المسلسل القدامى، فإن مجرد العودة إلى الأماكن والشخصيات المألوفة قد يكون سببا كافيا لتشويقهم ومتابعتهم للمسلسل الجديد. أما بالنسبة للمشاهدين الجدد، فقد يشكل ويستريا لين بوابتهم لاكتشاف قصة آسرة، مليئة بالأسرار والعلاقات المعقدة، في أحد أكثر الأحياء التلفزيونية شهرة.
لماذا أحب الجمهور مسلسل ربات بيوت يائسات؟
إلى جانب عنصر التسلية وإشباع فضول المشاهد تجاه تفاصيل حياة شخصياته، عُرف مسلسل “ربات بيوت يائسات” بطرحه لموضوعات شائكة ذات طابع إنساني واجتماعي عميق، مثل إدمان الكحول، والانتحار، والمعاناة مع مرض السرطان. وقد تناول هذه القضايا الحساسة بأسلوب درامي يحمل بُعدًا توعويًا، يشجع على فتح حوار جاد حول التحديات المعاصرة التي تواجه الزوجات والأمهات.
كان المسلسل، دون شك، مرآة لزمنه وقضاياه الاجتماعية، وهو ما يجعله لا يزال حاضرًا في أذهان الجمهور ويثير النقاش في كل مرة يُعاد عرض حلقاته. كما ساهم في كشف الجانب المظلم من “حياة الحلم” في الضواحي الأميركية، خلف واجهات المنازل المثالية والابتسامات الاجتماعية.
ومن المرجّح أن يحتفظ صناع النسخة الجديدة بموقع التصوير الأصلي للمسلسل، إذ إن شارع ويستريا لين لم يكن مجرد ديكور، بل كان شارعا حقيقيا بُني داخل أستوديوهات يونيفرسال، واكتسب طابعًا خاصًا جعله معلمًا أيقونيًا في ذاكرة المشاهدين.
وبسبب شهرة المسلسل، أصبح الشارع جزءًا أساسيًا من جولات يونيفرسال السياحية، مما يعزز من أهمية الحفاظ عليه كموقع تصوير في النسخة الجديدة.