المناطق_واس

يستوقف العمل التركيبي “مشكاة” الذي يُعرض ضمن جناح المنوّرة في بينالي الفنون الإسلامية 2025، المقام تحت عنوان “وما بينهما”، أنظار الزوار بتجربته الغامرة التي تمزج الضوء بالرائحة الزكيّة والذاكرة المكانية، في تعبير بصري وحسّي يُجسد الطابع الروحي الفريد للمدينة المنورة.

ويستوحي هذا العمل اسمه من لقب المدينة المنورة، الذي ارتبط عبر القرون بالنور النبوي والروحانية العميقة، ويتجاوز “مشكاة” حدود التمثيل البصري، ويستحضر حضور النور بوصفه رمزًا للسكينة، ليقدّم تجربة فنية متعددة الحواس.

وتشكّل ألواح “المنجور” جوهر هذا العمل، وهي من الحرف اليدوية التقليدية في المدينة المنوّرة، وتُقدَّم في تكوين ثلاثي الطبقات، يعكس زخارف هندسية مستوحاة من ثريّات المساجد، ليشكل وحدة فنية متكاملة تعكس جمالية العمارة الإسلامية.

ومن خلال خامات الخشب الماهوغاني والزجاج، وقياسات تصل إلى (2.5 × 2) متر، تنكسر أشعة الضوء عبر الألواح الشبكية المزخرفة، لتتسلل على الأرضية بنقوش متشابكة ومضيئة؛ مما يمنح العمل بعدًا بصريًّا متحركًا يُثير التأمل والخشوع.

ويتكامل هذا البعد البصري مع رائحة البخور المنتشرة في المكان، في محاكاة وجدانية لأجواء المسجد النبوي الشريف، لتغدو تجربة “مشكاة” تجربة حسّية متكاملة، تستدعي الذاكرة الروحية، وتربط الزائر بين الماضي والحاضر، ويمضي هذا العمل التركيبي المضيء في تجسيد النور غير المادي، ولا يقتصر على الضوء بوصفه عنصرًا بصريًّا، بل يتعامل معه تجسيدًا رمزيًّا للتواصل بين السماء والأرض.
وتأتي مشاركة “مشكاة” ضمن رؤية البينالي في إعادة اكتشاف الفنون الإسلامية عبر تجارب معاصرة تربط بين الروحانية والإبداع البصري، وتمنح الزوار فضاءً بصريًّا رحبًا يعزز الحوار الثقافي، ويربط التجربة الروحانية بالابتكار الفني المعاصر.



تم نسخ الرابط

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version