في الوقت الذي يعترف فيه العالم بالسينمائي بوب كين كمبتكر لشخصية “باتمان”، فإن تقارير كشفت عن ظلم إبداعي، كون بيل فينجر هو من صمم جوهر الشخصية التي نعرفها اليوم.

وحسب حلقة 2025/5/20 من برنامج “عن السينما” فإن كين قدم في البداية لشركة دي سي كوميكس عام 1939 بطلا بقناع صغير وزي أحمر وأجنحة يشبه سوبرمان.

وعندما أشرك فينجر، قام الأخير بتحويل التصميم جذريا، مختارا ألوانا داكنة “أكثر ملاءمة للعمل ليلا”، وموسعا القناع “لإخافة المجرمين”، ومضيفا آذانا مدببة، ومحولا الأجنحة إلى عباءة سوداء.

وابتكر فينجر شخصيات عالم باتمان بأكمله: بروس واين، روبن، الجوكر، كاتومان، ريدلر، المفوض جوردون، مدينة غوثام، لقب “فارس الظلام” والقصة المأساوية لطفولة البطل.

ورغم هذه الإسهامات الأساسية، حصد كين كل التقدير والمكاسب المالية، بينما مات فينجر وحيدا ومفلسا عام 1974، ولم تُكشف الحقيقة على نطاق واسع إلا في 2012 بفضل كتاب مارك تايلر نوبلمان “المبتكر السري لباتمان”.

تحول سينمائي

وشهدت شخصية باتمان تطورا ملحوظا على الشاشة، فقد ظهر أول مرة تلفزيونيا عام 1943 كأداة دعائية خلال الحرب العالمية الثانية، يعمل مباشرة للحكومة الأميركية -مناقضا طبيعته السرية- ويواجه “الدكتور داكا” الياباني بدلا من الجوكر، مما يظهر التوظيف السياسي للفن.

وشكلت الثمانينيات نقطة تحول جذرية عندما قررت وارنر براذرز ودي سي إعادة اختراع الشخصية، في 1989، أخرج تيم بيرتون فيلم “باتمان” ببطولة مايكل كيتن، الذي يعتبره الكثيرون أفضل من جسد الشخصية.

ورغم النجاح التجاري، وجد بيرتون فيلمه “مملا”، عازيا شعبيته لافتتان الجمهور برؤية أبطال الكوميكس على الشاشة، وبرز جاك نيكلسون بدور الجوكر، مانحا الشخصية شعبية غير مسبوقة.

بطل إنساني

هل باتمان حقا بطل خارق؟ هذا السؤال، المطروح أيضا في “جاستس ليج” عندما يسأله فلاش عن قواه الخارقة ليجيب ساخرا: “أنا ثري”، يعكس عبقرية فينجر في صنع بطل عادي بأدوات استثنائية، يميزه عن شخصيات أخرى بقوى خارقة.

وتظهر في عوالم السينما المعاصرة قضية أساسية: ما دور باتمان بدون قوى وسط العديد من الأبطال الخارقين؟ يجيب “جاستس ليج” بإظهاره كمخطط إستراتيجي للفريق، يضع الخطط ويشارك بشكل شرفي في المعارك بين الكائنات فائقة القوة.

ممثلون أيقونيون

وحلل برنامج عن السينما تطور الشخصية عبر مختلف مؤديها، من مايكل كيتن -الذي يعتبره الكثيرون لا يُضاهى- إلى الإصدارات الأحدث.

وسلط الضوء على تفسير زاك سنايدر، حيث يظهر باتمان في نهاية مسيرته المهنية بعد 20 عاما من حماية غوثام، متقدما في العمر، متصلبا، خائبا من البشرية و”غبيا أحيانا” بسبب كرهه غير المبرر لسوبرمان.

وفي 2022، أثار “ذا باتمان” توقعات كبيرة بسبب نهجه وأداء روبرت باتنسون، الذي أثار اختياره شكوكا بين المعجبين بسبب ماضيه في سلسلة “توايلايت”، واتفق النقاد على أن هذه النسخة كانت الأكثر قتامة وواقعية، متفوقة حتى على ثلاثية كريستوفر نولان.

وقدم البرنامج قصة مجموعة أصدقاء يشاركون في مسابقة لكتابة قصة باتمان “من منظور مختلف”، وبعد محاولات فاشلة متعددة، تلهمهم قصة بيل فينجر الحقيقية لإنشاء “باتمان وفريق نوبديج”، الفائزة بالجائزة الأولى.

وأكد البرنامج أهمية تطوير شخصيات شريرة معقدة في عالم باتمان، بينما يميل صناع السينما لتقديم أبطال كشخصيات مثالية “شجاعة، ذكية وجميلة” يجب أن يكون للخصوم عمق فلسفي: بينما يسعى “لإبادة البشرية لإفسادها الأرض ووجوب البدء من جديد”، في حين يرى الجوكر أن “كل البشر أشرار بالفطرة”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version