فاز الفيلم المغربي الأمازيغي القصير “أيور” (القمر) بالجائزة الثالثة في مسابقة مدارس السينما (سينيفيل) للأفلام القصيرة التي تقام ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي، وهي الجائزة التي تنافس عليها ما يقرب من ألفي مشروع فني من أنحاء العالم.
وأعلنت مخرجة الفيلم المغربية زينب واكريم فوز فيلمها بالجائزة عبر حسابها على فيسبوك، وعبرت عن فخرها بتتويج المغرب.
ولاقى الخبر احتفاء من الوسط الفني والثقافي المغربي عبر منصات التواصل الاجتماعي، وقال الناقد والإعلامي المغربي بلال مرميد إن زينب واكريم توجت في مسابقة ضمت كبريات مدارس السينما العالمية، وأشاد بتمثيلها للمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش.
وأشار مرميد إلى أن التتويج يؤكد أن “المغرب لا تنقصه الكفاءات في المجال، والإيمان بقدرات الشباب أهم من الاعتماد على العاجزين عن الإبداع”.
معاناة أطفال القمر
يتناول الفيلم قصة الطفلين صمد وحسناء من عائلتين أمازيغيتين، يتشاركان في معاناة صحية واحدة وهي الحساسية الشديدة من التعرض لأشعة الشمس، والمعروفة باسم “أطفال القمر”، حيث نجحت واكريم عبر الفيلم في نقل معاناة البطلين بصورة إنسانية.
وفي تصريحات صحفية محلية، قالت واكريم عن اختيار فيلمها في المسابقة؛ إنه اعتراف بأنها تسير على الطريق الصحيح، لا سيما أنها حديثة التخرج من المدرسة العليا للفنون البصرية، وإن حضورها المهرجان تتويج لها، وتمنت أن يلقى الفيلم تفاعلا إيجابيا مع القضية التي يناقشها.
وأشارت إلى أن اختيارها “أيور” عنوانا للفيلم يعكس ثقافتها الأمازيغية، فهي تنحدر من منطقة تافروات (جنوبي المغرب)، وهي أيضا القاسم المشترك للطفلين في الفيلم، وقالت إن اختيار “قمر” يثير الانتباه أكثر من “أطفال القمر”.
وأوضحت المخرجة الشابة أنها تحمست لفكرة الفيلم بعد أن شاهدت فيلم “المنزل الأسود” للشاعرة الإيرانية فروغ فروخزاد الذي يتناول مرضى الجذام في إيران في ستينيات القرن الماضي، وهو ما دفعها لخوض تجربتها عن أطفال القمر الذين يتمتعون بصبر ويتمسكون بالأمل في الحياة.