في لحظة واحدة تبددت طفولة سمير زقوت في غزة، حين كان يلهو مع شقيقه داخل غرفته الصغيرة، قبل أن تخترق الطائرة الإسرائليلية المسيّرة نافذة المنزل وتنفجر، لتترك خلفها مأساة إنسانية وجروحا لا تندمل.

وأدى الانفجار العنيف إلى إصابات بالغة في جسد سمير البالغ (12 عاما) إذ بُترت يده ورجله، وتعرض لكسور في الجمجمة، وثقوب خطيرة في المعدة والقولون والأمعاء. كما أصيب بتمزقات واسعة بفعل الشظايا التي استقرت في أنحاء متفرقة من جسده.

ودخل سمير غرفة العمليات لأكثر من 12 ساعة متواصلة، خضع خلالها لعمليات بتر وتدخلات جراحية معقدة. وبعد خروجه، أكد الأطباء أنه ما يزال بحاجة لعمليات إضافية لعلاج الأعصاب وإزالة الشظايا التي تسبب له آلاما عصبية حادة وإحساسا دائما بالحرقان.

سمير فقد يده ورجله وتعرض لكسور في الجمجمة وثقوب في المعدة والقولون والأمعاء

ويصف والده هذه اللحظة قائلا “لم نتوقع أن يتحول بيتنا إلى ساحة حرب. كنا نظن أن أبناءنا في أمان، لكن الطائرة حرمت سمير من يده ورجله وأفقدته طفولته”.

سمير خضع لعمليات جراحية استمرت أكثر من 12 ساعة وما زال بحاجة لتدخلات إضافية

أما “أم سمير” فبدت عاجزة عن وصف ما جرى، واكتفت بالقول “ابني يتألم كل دقيقة. كل ما يتمناه الآن هو أن يحصل على أطراف صناعية ليتمكن من الحركة مثل باقي الأطفال”.

آلام عصبية حادة وشظايا منتشرة في جسد سمير تسبب له إحساسا دائما بالحرقان

ورغم الإصابات البالغة، يتمسك سمير بالأمل. ويجلس على سريره محاطا بأجهزته الطبية، ويحدّث من حوله عن حلمه بالعودة إلى المدرسة واللعب مع أصدقائه، لكنه هذه المرة يحلم بقدميه ويديه الصناعيتين.

الطفل سمير يحلم بتركيب أطراف صناعية ليعود إلى حياته الطبيعية وطفولته المسلوبة

مأساة سمير تسلّط الضوء على الثمن الباهظ الذي يدفعه الأطفال في مناطق النزاع، وتعيد طرح تساؤلات مؤلمة حول مستقبل جيل يعيش بين الركام والوجع، ولا يعرف من الطفولة سوى اسمها.

شاركها.
اترك تعليقاً