بعد مسيرة احترافية حافلة بالإنجازات في رياضة كمال الأجسام، ظهر البطل الأميركي روني كولمان غير قادر على المشي دون مساعدة، في تحول صادم لمسيرة أسطورة طالما ضُرب به المثل بالقوة الجسدية.

وذكرت صحيفة “ماركا” أن كولمان البالغ 61 عاما خضع لعمليات جراحية متعددة في العمود الفقري استقرت عند 13 عملية، بالإضافة إلى معاناته من آلام مزمنة نتيجة مسيرته الطويلة في لعبة كمال الأجسام.

ويعتمد كولمان المتوّج بـ8 ألقاب متتالية في مستر أولمبيا (أكبر لقب للمحترفين بالاتحاد الدولي لكمال الأجسام واللياقة البدنية) في تنقّله حاليا على كرسي متحرك أو عكازات، واللافت أن معظم هذه الألقاب حققها رغم معاناته من انزلاق غضروفي.

إصابة قديمة

وأُصيب كولمان بانزلاق غضروفي خلال تمرين قرفصاء عنيف عام 1996، لكنه لم يُعر أي اهتمام لذلك على عكس الكثير من الرياضيين الذين يلجؤون للحصول على علاج فوري لمثل هذه الإصابات، وواصل التنافس محققا تلك الألقاب.

والانزلاق الغضروفي ليس مجرد شدّ عضلي يمكن التخلص منه بالتدليك أو التمارين البسيطة، فالغضاريف المطاطية بين فقرات العمود الفقري يمكن أن تتحرك خارج موضعها مسببة آلاما شديدة، وفي الحالات القصوى قد تؤدي إلى الشلل.

وعن إصراره على استكمال مسيرته رغم الآلام الشديدة، قال كولمان “عندما تقوم بشيء تحبه وتستمتع به فهذا ما تتطلع إلى فعله طوال الوقت مهما كان شعورك، ما دمتُ أفعل ما أحب فأنا بخير”.

واستمر كولمان في الحصص التدريبية رغم شعوره بوجود خلل ما، وقال “كان هناك صوت طقطقة عالٍ. فقدتُ قليلا من القوة. سمعتُه، لكن الصوت الرياضي من داخلي قال لي لتواصل” وبعد ساعات من ذلك التمرين، استمر الألم فقرر الذهاب إلى قسم الطوارئ.

ولم يخضع كولمان لجراحة في الغضروف إلا بعد اعتزاله عام 2007، لكن الضرر حينها كان غير قابل للعلاج، ويقول “أول مرة تُصاب بانزلاق غضروفي تشعر وكأنك تضع مجموعة علب فوق بعضها وتكسر إحداها. ومع مرور الوقت تبدأ بقية العلب بالانهيار أيضا”.

ومن حينها خضع كولمان لعمليات في جميع غضاريف رقبته وظهره، وكان على وشك الإصابة بالشلل بسبب البراغي والأقفاص المعدنية والصفائح المزروعة في جسده.

وتابع “كل تلك الأدوات المعدنية تؤثر على الأعصاب. كنتُ أستطيع الانحناء وأداء تمارين التمدد المجنونة. لم أعد قادرا على ذلك الآن” كما أقر بأن إصراره الدائم على التدريب رغم تحذيرات الأطباء ساهم في تفاقم إصاباته.

واعتاد كولمان على الآلام منذ شبابه إذ أصيب في ظهره أثناء رفع الأثقال في المدرسة الثانوية، كما عانى من إصابات أخرى أثناء لعب كرة القدم في الجامعة.

وفي العام الماضي، أظهر كولمان تناقضا صارخا مع بنيته الجسدية الهائلة، فرغم احتفاظه بكتلة عضلية ملحوظة في الجزء العلوي من جسده مقارنة بأقرانه في نفس العمر فإنه أبدى استعداده للتخلي عن جزء منها إذا كان ذلك سبيلا لاستعادة قدرته على المشي دون مساعدة.

خطة استعادة الحركة

وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نشر كولمان مقطع فيديو على منصة “يوتيوب” كشف فيه عن خطته طويلة الأمد لاستعادة القدرة على الحركة المؤلفة من عنصرين، كما استعرض برنامجه العلاجي القائم على التمارين المائية.

ورغم ذلك، لا يزال يمارس بعض التدريبات ويركّز على الأوزان الخفيفة وتمارين إعادة التأهيل على أمل أن يستعيد قدرته على المشي مجدّدا.

شاركها.
اترك تعليقاً