بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

يواصل عناصر الإطفاء في فرنسا جهودهم المكثفة لإخماد حريق ضخم اندلع الثلاثاء 5 آب/أغسطس في منطقة حرجية بجنوب البلاد، مستفيدين في الوقت الحالي من ظروف جوية مؤاتية قبل أن تتغير الأحوال نهاية الأسبوع مع توقع ارتفاع درجات الحرارة واشتداد قوة الرياح. ورغم التقدم المحرز، شدد المسؤول المحلي كريستيان بوجيه على أن “الطريق ما زال طويلاً”، مؤكداً أن الحريق لن يُطفأ قبل مرور عدة أيام.

خسائر بشرية ومادية واسعة

يشارك نحو ألف عنصر إطفاء في مواجهة النيران يوم الجمعة، بعد أن كان العدد قد بلغ حوالي ألفين في اليوم السابق. غير أن التوقعات الصادرة عن خدمة الأرصاد الجوية الوطنية تشير إلى أن عطلة نهاية الأسبوع ستشهد تدهوراً في الأوضاع مع قدوم موجة حر قوية ترافقها رياح نشطة، ما قد يعقد عمليات السيطرة على الحريق.

هذا الحريق، الذي يُصنف بأنه الأكبر في المنطقة منذ أكثر من خمسين عاماً، أسفر حتى الآن عن وفاة سيدة تبلغ من العمر 65 عاماً، بالإضافة إلى إصابة 23 شخصاً. وقد تم نقل خمسة من المصابين إلى المستشفى، بينهم شخص في حالة خطرة، كما شملت قائمة المصابين 18 رجل إطفاء، أحدهم في حالة حرجة، وفق ما أعلنت السلطات المحلية.

مساحات شاسعة أتت عليها النيران

امتدت ألسنة اللهب لتلتهم 17 ألف هكتار من الغابات والأراضي المزروعة بأشجار الصنوبر، احترق منها بالكامل ما يقارب 13 ألف هكتار، بحسب ما أفادت الحماية المدنية. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الحريق اندلع بجانب أحد الطرقات، فيما لا يزال التحقيق جارياً لكشف الملابسات.

تم إجلاء نحو ألفي شخص من المناطق المهددة، وما زالوا غير قادرين على العودة إلى منازلهم. كما عانت 1300 أسرة من انقطاع التيار الكهربائي صباح الجمعة، ومن المنتظر أن ينخفض هذا العدد إلى نحو 300 أسرة بحلول المساء.

كارثة غير مسبوقة

وتؤكد قاعدة البيانات الحكومية المعنية برصد حرائق الغابات منذ عام 1973 أن هذا الحريق هو الأشد في منطقة الساحل المتوسطي بفرنسا منذ أكثر من خمسة عقود. وفي تعليق على حجم الكارثة، وصف رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو، الأربعاء، ما يجري بأنه “كارثة غير مسبوقة من حيث نطاقها”، مشيراً إلى ارتباطها المباشر بتغير المناخ وظروف الجفاف المتفاقمة.

وتعرضت أوروبا الجنوبية هذا الصيف لعدة حرائق كبرى، مدفوعة بفترات جفاف طويلة وارتفاع درجات الحرارة، وسط تحذيرات علمية متكررة من أن التغير المناخي يزيد من وتيرة وشدة هذه الظواهر. وفي تموز/يوليو الماضي، أصيب نحو 300 شخص في حريق قرب مرسيليا، ثاني أكبر مدينة فرنسية.

ووفقًا لخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، تُعد أوروبا أسرع القارات من حيث معدل ارتفاع درجات الحرارة، إذ تسجل معدلات ارتفاع تعادل ضعف المعدل العالمي منذ ثمانينيات القرن الماضي.

شاركها.
اترك تعليقاً