الخرطوم- أعلن رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الأربعاء، أن القوات المسلحة لن توقف القتال إلا في حال القضاء على قوات الدعم السريع أو إلقائها السلاح والانسحاب من المدن التي تنتشر فيها وتحاصرها بإقليمي دارفور وكردفان.

وقال البرهان، في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الداخلية في العاصمة الخرطوم، ويعقد لأول مرة منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامين، إن القوات المسلحة تقوم بعمليات عسكرية يومية في دارفور وكردفان بعضها غير مرئي للمواطنين، وستستمر في قتال “مليشيا” الدعم السريع لإخراجها من مدن دارفور كافة وإنهاء حصار الفاشر بشمال دارفور وكادقلي بجنوب كردفان وغيرها من المواقع، وتحرير كل شبر من البلاد.

وتابع “لن نوقف القتال إلا في حال القضاء على المتمردين أو إلقائهم السلاح والخروج من المدن التي تنتشر فيها قواتهم وتحاصرها”.

وأوضح البرهان أن القوات المسلحة والقوى التي تقاتل إلى جانبه حررت الخرطوم وأخرجت منها الدعم السريع بالقوة بعد معارك شرسة قدموا فيها عشرات الآلاف من الشهداء.

وأضاف أنه، مع القيادة العسكرية للجيش، تابعوا بكل دقة تفاصيل المعارك اليومية لتحرير الخرطوم حتى تم تطهيرها بتضحيات كبيرة.

وزاد البرهان “كانت معارك شرسة في داخل الأحياء والطرقات وبين المباني العالية، واستخدمنا كافة الأسلحة المتاحة، ووظفنا القدرات التي نملكها، ولم تكن عملية إخراج المتمردين وطردهم سهلة وتحققت رغم التخريب والدمار”.

تطبيع الحياة

ورأى البرهان أن الدولة تسعى لتطبيع الحياة في الخرطوم وتوفير الأمن والخدمات حتى يعود المواطنون لديارهم، وزاد “لن يعود المواطن إلى بيته إلا بتوفر الأمن والخدمات”.

وكشف أنه عزز قراره السابق بإخلاء العاصمة من المجموعات والتشكيلات العسكرية بأمر جديد هو حظر حمل السلاح في المركبات أو الدراجات البخارية للقوات النظامية إلا وفق ضوابط أمنية.

ووجّه البرهان لوزارة الداخلية بالتشديد في أمر القوات التي تحمل السلاح داخل ولاية الخرطوم وعدم السماح لأي نظامي “بحمل سلاحه على كتفه” فضلا عن منع حركة السيارات بدون لوحات.

وأكد أن مجلس السيادة لن يتدخل في عمل الجهاز التنفيذي أو مهام رئيس الوزراء وحكومته المدنية من أجل إتاحة المجال لممارسة مهامهم والاستعانة بكافة أبناء الوطن الراغبين في خدمته.

مجزرة بالنهود

في هذه الأثناء، قالت غرفة طوارئ “دار حمر” في مدينة “النهود” بولاية غرب كردفان التي ترصد الأوضاع الإنسانية بالولاية إنها تلقت معلومات موثوقة تفيد بأن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة جديدة هناك وقامت بتصفية ميدانية طالت 27 معتقلا داخل المدينة التي تسيطر عليها منذ مايو/أيار الماضي، بعد أن رفضوا دفع مبالغ مالية فرضت عليهم “فدية” في مقابل إطلاق سراحهم.

وذكرت الغرفة، في بيان، أن عمليات الإعدام تمت في مواقع بساتين بمنطقة أبو خريتيش ومحيط مصنع الثلج بالنهود.

وأضافت أن الدعم السريع تحتجز عشرات المدنيين بعضهم بتهمة التعاون مع الجيش وآخرين جرى اختطافهم وحبسهم في ظروف إنسانية سيئة، ومطالبة أسرهم بدفع فدية، حيث توفي عدد منهم لغياب الرعاية الصحية والجوع والمرض والتعذيب.

وأفادت الغرفة بأن الوضع الصحي في النهود والقرى المجاورة يشهد تدهورا خطيرا مع تفشي وباء الكوليرا مما أدى إلى وفاة عشرات المدنيين خلال الأيام الأخيرة مع نقص كامل في الأدوية، والرعاية الصحية والمياه الصالحة للشرب، بعد تدمير قوات الدعم السريع لمصادر المياه.

وقالت الغرفة إن الدعم السريع ارتكب انتهاكات واسعة بحق المدنيين في ولاية غرب كردفان، شملت القتل والنهب، مما أدى إلى موجة نزوح عالية، وإن الآلاف يواجهون مصيرا مجهولا.

وتركّزت الانتهاكات في مدينتي النهود والخوى والقرى المحيطة بهما، وذلك بعد أن اجتاحتها قوات الدعم السريع منذ مطلع مايو/أيار الماضي.

ونتيجة لذلك شهدت المدينتان نزوحا جماعيا للسكان نحو مدينة الأبيّض والمزروب في ولاية شمال كردفان، كما فر آخرون غربا إلى مناطق أم عويشة وصقع الجمل، في حين لجأ البعض إلى العراء.

شاركها.
اترك تعليقاً