بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن محاولة مجموعة من الناشطين ونائبتين من حزب “فرنسا الأبية” الوصول إلى غزة عبر البحر تمثل “مبادرة غير مسؤولة”، مشيرًا إلى أن مثل هذه التحركات لا تساهم في معالجة الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة.
وانطلقت السفينة “حنظلة” من ميناء سرقوسة الإيطالي يوم 13 تموز/يوليو، حاملة 18 ناشطًا وثلاثة صحافيين، ضمنهم نائبتا “فرنسا الأبية” غابرييل كاتالا وإيما فورو، اللتان انضمتا إلى الرحلة خلال توقفها في غاليبولي جنوب شرق إيطاليا في 18 تموز/يوليو.
وتأتي هذه الرحلة بعد نحو شهر من اعتراض البحرية الإسرائيلية لسفينة “مادلين”، التي كانت تضم ناشطين من جنسيات مختلفة، بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ والنائبة الأوروبية ريما حسن، على بعد حوالي 185 كيلومترا من سواحل غزة، حيث تم احتجاز بعضهم قبل ترحيلهم.
الناشطون على متن سفينة “حنظلة” وأهداف الرحلة
كاتالا، التي سبق أن تحدثت إلى وكالة الصحافة الفرنسية، أوضحت أن الحملة ممولة من تبرعات فردية، ووصفتها بأنها “رمزية وإنسانية وسلمية”، وتهدف لتسليط الضوء على الأوضاع في غزة خلال فصل الصيف.
وتضم بعثة “حنظلة” متضامنين من عدة جنسيات، بينهم ستة فرنسيين وأربعة أميركيين، إضافة إلى أستراليَين وإسبانيَين وإيطالي ونرويجي وتونسي، وناشط يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية، بحسب النائبة الفرنسية.
وفي رد على دعوات وجهتها كاتالا لمتابعيها بالتواصل مع الرئيس الفرنسي ووزيري الخارجية والدفاع لضمان سلامتهم، كتب بارو على منصة “إكس” أن “الإرشادات الموجهة للمواطنين الفرنسيين تنطبق على الجميع، بمن فيهم النواب”، مؤكدًا أن “السفر إلى غزة محفوف بالمخاطر ولا يُنصح به مطلقًا”.
الحصار الإسرائيلي وتأثيره المستمر على غزة
وشدد وزير الخارجية الفرنسي على أن الفرق القنصلية الفرنسية تعمل على معالجة تداعيات ما وصفه بـ”التحرك غير المسؤول”، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع منذ آذار/مارس الماضي، والذي أدى إلى نقص حاد في المواد الأساسية، بما فيها الغذاء والدواء والمياه والوقود، في أعقاب الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
حلقة ضمن سلسلة من المحاولات
تأتي هذه الرحلة ضمن سلسلة من المحاولات الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، والذي تنفذه السلطات الإسرائيلية بشكل متزايد منذ بدء العمليات العسكرية في تشرين الأول/أكتوبر 2023 رداً على هجوم حركة حماس. وفي آذار/مارس الماضي، فرضت إسرائيل حصاراً إنسانياً كاملاً على القطاع، أدى إلى انهيار كامل في النظام الصحي وانعدام الغذاء، ولم يُخفف إلا بشكل جزئي تحت ضغوط دولية.
ورغم تعهدات عدة دول بالتحرك دبلوماسياً، لا تزال أي محاولة لدخول غزة عبر البحر محفوفة بالمخاطر، خصوصاً بعد تكرار اعتراض السفن من قبل البحرية الإسرائيلية.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أنها وثّقت مقتل 875 شخصاً من الذين كانوا ينتظرون المساعدات منذ أواخر أيار/مايو، بينهم 674 قتيلاً “بالقرب من مراكز تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية”.