بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

دعا ياسر أبو شباب، قائد ميليشيا فلسطينية مناهضة لحركة حماس تنشط في جنوب قطاع غزة، إلى توفير حماية دولية له ولمناصريه في حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، نافيًا في أول مقابلة صحافية موسّعة له أي صلة بإسرائيل أو تورطه في نشاطات إجرامية منظمة.

وفي حديثه إلى صحيفة “ذا صنداي تايمز”، قال أبو شباب: “حماس تتهم كل من يعارضها بالخيانة أو العمالة أو الجريمة المنظمة، لكنني لست أيًا من هؤلاء. كنت أعمل في مجال البناء قبل الحرب، ولا أملك خلفية عسكرية. أنا فلسطيني يهتم بأبناء شعبه”.

وأوضح أن مبادرته جاءت نتيجة ما وصفه بفشل حماس في حماية المدنيين وتوزيع المساعدات، مضيفًا أن قبيلته، الترابين، بادرت إلى توفير الدعم الإنساني لسكان المنطقة. وأشار إلى أن تمويل أنشطته مصدره “دعم قبلي”، وليس أي جهة حكومية، كما نفى تلقي أسلحة من إسرائيل، مؤكدًا أن السلاح المتوفر لدى مجموعته “موروث قبلي”.

ووفق روايته، فقد قُتل أكثر من 50 من أفراد عائلته في هجمات نسبت إلى حماس، بينهم شقيقه وابن عمه.

اتهامات بالنهب

ويواجه أبو شباب اتهامات بقيادة مجموعات مسلحة تستولي على شاحنات المساعدات القادمة من معبر كرم أبو سالم. غير أنه ينفي ذلك، متهمًا حماس بالاستحواذ على المساعدات.

منطقته، الواقعة قرب “ممر موراج” الاستراتيجي جنوب غزة، تخضع لنفوذ مباشر من ميليشياته. وتشير تقارير إلى أن هذه المنطقة قريبة من مواقع للجيش الإسرائيلي، ما أثار تكهنات حول وجود تفاهمات غير معلنة تسمح له بالتحرك دون اعتراض.

رؤية لـ”المدينة الإنسانية”

أبو شباب عبّر عن استعداد مجموعته للمساهمة في خطة “المدينة الإنسانية” التي طرحها وزير الدفاع الإسرائيلي، شريطة أن تكون منفتحة على العالم ومتصلة بمصر والدول العربية وإسرائيل، وفق قوله. وأشار إلى أن عدداً من أفراد قبيلته يعيشون في إسرائيل “دون تمييز”، وأن هدفه هو تقديم نموذج مختلف لإدارة القطاع “بعيدًا عن منطق الصراع”.

خلافات داخلية

من جهته، أكد نائبه غسان دحني، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات الفلسطينية، أن الجماعة تسعى إلى تأمين مناطق نفوذها وتجنيد كوادر طبية وتعليمية لخدمة المدنيين. كما حذر من أن وقف إطلاق النار دون ضمانات أمنية سيتيح لحماس تصفية خصومها، داعيًا إلى دور دولي لحماية هذه الفئات.

وقد حددت “ذا صنداي تايمز” و”ستوري فول” مواقع فيديوهات نُشرت من قبل أبو شباب، وتبيّن أنها صوّرت في مناطق قريبة من القوات الإسرائيلية. ولم تسجل هذه القوات أي اشتباك أو اعتراض على تحركات مجموعته، وهو ما فسّره دحني بالقول: “نحن لا نهاجم أحدًا، لذلك لا يتم استهدافنا”.

محاكمة مرتقبة

في الثاني من يوليو، أصدرت محكمة تابعة لحماس أمرًا بتسليم أبو شباب لمحاكمته بتهمة التعاون مع إسرائيل، مانحة إياه مهلة عشرة أيام. وردًا على ذلك، نشر على صفحته على فيسبوك تعليقًا جاء فيه: “أفكر في الاستسلام.. لكنني لم أجد أحدًا يستحق ذلك سوى ضميري وواجبي تجاه شعبي”.

في ظل هذا المشهد المعقّد، تظل مكانة أبو شباب ودوره المستقبلي في غزة موضع جدل، وسط صراع محتدم على النفوذ، وتباين في الرؤى حول مستقبل القطاع ما بعد الحرب.

شاركها.
اترك تعليقاً