بقلم: يورونيوز
نشرت في
صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من لهجته تجاه مجموعة “بريكس”، التي تضم 11 دولة كبرى من الاقتصادات الناشئة، ملوّحًا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على أي دولة تتبنى سياسات اعتبرها “معادية لأميركا”. وفي منشور له عبر منصته “تروث سوشيال” الأحد، أعلن ترامب أن لا استثناءات ستُمنح ضمن هذه السياسة، وأنه سيبدأ ابتداءً من الاثنين بإرسال رسائل إلى عدد من الدول لحضها على التوصل إلى اتفاقات تجارية ثنائية، وإلا ستواجه “رسوماً باهظة على صادراتها”.
وتزامنت تهديدات ترامب مع انطلاق قمة “بريكس” السنوية في مدينة ريو دي جانيرو، وسط إجراءات أمنية مشددة، بمشاركة قادة من البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا، إلى جانب دول منضمة حديثًا. وقد انتقد القادة في اليوم الأول من القمة بشدة السياسات التجارية الأميركية، لا سيما الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على شركائها، ونددوا كذلك بالهجمات العسكرية الأخيرة على إيران.
وفي بيان مشترك، أعربت المجموعة عن “قلقها العميق من تزايد الإجراءات الجمركية وغير الجمركية التي تعيق التجارة”، معتبرة أن هذه السياسات تُقوّض النمو العالمي وتهدد استقرار سلاسل التوريد. وأكدت أن هذه الرسوم “تعسفية وغير قانونية”، وتُدخل الاقتصاد الدولي في حالة من عدم اليقين.
ورغم هذا الموقف الجماعي، حرصت الدول المشاركة على تجنّب التسمية المباشرة للولايات المتحدة أو لرئيسها، نظراً لانخراط بعضها في مفاوضات تجارية قائمة مع واشنطن. في السياق نفسه، أعلن وزير الخزانة الأميركي سكوت بينسنت أن الرسوم الجديدة ستدخل حيز التنفيذ مطلع آب/أغسطس، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقات مع شركاء من تايوان إلى الاتحاد الأوروبي.
وكان ترامب قد أعلن في أبريل/نيسان الماضي عن حزمة رسوم جمركية واسعة طالت جميع شركاء الولايات المتحدة، تراوحت بين 10% و50%، لكنه علّق تنفيذها مؤقتاً حتى التاسع من تموز/يوليو، لإتاحة المجال أمام مفاوضات ثنائية.
أزمة الشرق الأوسط على جدول أعمال القمة
تناولت القمة أيضًا النزاعات الإقليمية، وعلى رأسها الحرب في قطاع غزة. وفي كلمته الافتتاحية، هاجم الرئيس البرازيلي بشدة ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين في غزة، معتبراً أنه “لا شيء يبرر الأعمال الإرهابية، لكن تجاهل المجازر والجوع كسلاح حرب هو أمر غير مقبول”.
ودعا الإعلان الختامي إلى “وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار”، مطالبًا بـ”انسحاب كامل” للقوات الإسرائيلية من غزة. كما شدد قادة المجموعة على ضرورة التوصل إلى حل يقوم على أساس دولتين، كطريق وحيد لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، نددت الدول المشاركة بالضربات العسكرية التي استهدفت إيران، ووصفتها بأنها “انتهاك للقانون الدولي”، دون أن تسمي بشكل مباشر الولايات المتحدة أو إسرائيل.
غيابات لافتة ورسائل من موسكو
تميزت القمة بغياب بارز للرئيسين الصيني والروسي، وهي المرة الأولى منذ 12 عاماً التي لا يحضر فيها الزعيم الصيني شخصياً. أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فشارك عبر تقنية الفيديو، واعتبر أن “زمن القطب الواحد قد انتهى”، مشيراً إلى أن “بريكس باتت مركزًا محوريًا في النظام العالمي الجديد”.
أما الرئيس البرازيلي، فحذر في كلمته من “انهيار غير مسبوق للنهج التعددي” في العلاقات الدولية، داعيًا إلى استعادة التوازن العالمي عبر مؤسسات أكثر تمثيلاً للدول النامية.
الذكاء الاصطناعي والمناخ في البيان الختامي للقمة
إلى جانب الملفات الجيوسياسية، دعت القمة إلى صياغة قواعد تنظيمية تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي، مؤكدة ضرورة ألا تكون هذه التكنولوجيا حكرًا على الدول الغنية. كما عبّرت عن أملها في التوصل إلى توافق دولي بشأن مكافحة التغير المناخي خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 30) الذي تستضيفه البرازيل في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.