شهدت مطارات شمال غرب إيطاليا حالة من الفوضى مساء السبت، بعد تعطل مفاجئ في منظومة الرادار بمركز التحكم الجوي في ميلانو، ما أدى إلى تعليق الرحلات الجوية لمدة ساعتين تقريباً، بسبب الخلل.

وأثر الخلل على مطارات رئيسية مثل ميلانو مالبينسا، ليناتي، وبيرغامو، إضافة إلى تورينو وجنوة، ما تسبب في إلغاء أو تحويل ما يقرب من 320 رحلة جوية، وترك الآلاف من المسافرين عالقين خلال ذروة موسم السفر الصيفي.

وبدأ الخلل الفني في نظام نقل البيانات برادار مركز التحكم الجوي في ميلانو، الذي يدير حركة الطيران عبر المجال الجوي في شمال إيطاليا، واستمر العطل من الساعة 8:20 مساء إلى 10:20 مساء بتوقيت غرينتش، ما دفع هيئة الطيران المدني الإيطالية إلى تفعيل نظام طوارئ يعتمد على الأقمار الصناعية لإدارة الطائرات التي كانت في الجو، مع وقف جميع عمليات الإقلاع والهبوط الجديدة في المنطقة المتضررة وفقا لمعايير السلامة الدولية.

وأدى العطل إلى تحويل العديد من الرحلات إلى مطارات بديلة مثل باري، البندقية، روما، وبيزا، بينما تأخرت رحلات أخرى بشكل كبير، ووفقاً لوكالة الأنباء الإيطالية «أنسا»، تأثرت حوالى 320 رحلة، وتم إعداد 200 سرير ميداني للمسافرين العالقين في مطاري ميلانو مالبينسا وليناتي، واستؤنفت العمليات تدريجياً بحلول منتصف الليل، لكن التأخيرات استمرت في التأثير على الجداول الزمنية حتى اليوم التالي.

وأعلنت هيئة الطيران المدني الإيطالية فتح تحقيق عاجل للكشف عن أسباب الخلل، حيث أشار رئيس الهيئة، بييرلويجي دي بالما، إلى أن التحقيق سيستعرض أصول العطل ويعمل على وضع تدابير لمنع تكراره، وأرجعت هيئة ENAV الخلل إلى مشكلة اتصال مرتبطة بمزود الاتصالات الخارجي «تيليكوم إيطاليا» (TIM)، لكن الأخيرة لم تصدر تعليقاً فورياً.

وتسبب الخلل في إلغاء رحلات شركات طيران كبرى مثل رايان إير، إيزي جيت، آي تي إيه إيروايز، ولوفتهانزا، مع تأثيرات على رحلات دولية إلى الولايات المتحدة وشمال أفريقيا، كما واجه المسافرون تحديات إضافية مثل نقص الإقامة وارتفاع تكاليف النقل البديل.

وأثارت الواقعة انتقادات حادة من منظمات حماية المستهلك، حيث تقدمت منظمة «كوداكونس» بشكوى إلى النيابة العامة في ميلانو، معتبرة أن الحادث «غير مقبول» في عام 2025، خاصة في ذروة موسم السفر الصيفي.

وأكدت المنظمة أن الركاب المتضررين يحق لهم الحصول على تعويضات ومساعدات بموجب لائحة الاتحاد الأوروبي 261/2004، التي تفرض على شركات الطيران تقديم تعويضات مالية تصل إلى 600 يورو في بعض الحالات، إضافة إلى توفير الإقامة والوجبات.

وتُعد مطارات ميلانو، خاصة مالبينسا وليناتي، من أكثر المطارات ازدحاماً في إيطاليا، حيث تخدم ملايين المسافرين سنوياً، خاصة خلال موسم الصيف، ويعتبر مركز التحكم الجوي في ميلانو مسؤولاً عن إدارة الطيران في المجال الجوي عالي الارتفاع فوق شمال إيطاليا، بما يشمل مناطق لومبارديا وبييمونتي وليغوريا.

هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها إيطاليا أزمات مماثلة، في أكتوبر 2024، تسبب خلل مشابه في رادار ميلانو في توقف الرحلات لمدة 30 دقيقة، ما أدى إلى تحويل رحلات إلى مطارات روما والبندقية ومرسيليا، كما شهد مطار ليناتي في عام 2001 كارثة طيران قتلت 118 شخصاً بسبب عطل في نظام الرادار الأرضي، ما دفع إلى إجراء تحقيقات واسعة وتساؤلات حول موثوقية الأنظمة.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً